[ ص: 95 ] باب أبي قحافة عثمان بن عامر أبي أبي بكر الصديق رضي الله عنهما زمن الفتح إسلام
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، وأبو بكر القاضي، قالا: حدثنا قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، قال: حدثنا أحمد بن عبد الجبار، عن يونس بن بكير، قال: حدثنا ابن إسحاق، يحيى بن عباد، عن أبيه، عباد بن عبد الله بن الزبير، قالت: " لما كان عام الفتح ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم أسماء بنت أبي بكر، ذا طوى، قال أبو قحافة لابنة له كانت من أصغر ولده: أي بنية، أشرفي بي على أبي قبيس، وقد كف بصره، فأشرفت به عليه فقال: أي بنية، ماذا ترين؟ قالت: أرى سوادا مجتمعا، وأرى رجلا يشتد بين ذلك السواد مقبلا ومدبرا، فقال: تلك الخيل يا بنية، وذلك الرجل: الوازع، ثم قال: ماذا ترين؟ فقالت: أرى السواد انتشر، فقال: فقد والله إذا دفعت الخيل فأسرعي بي إلى بيتي، فخرجت سريعا حتى إذا هبطت به إلى الأبطح لقيتها الخيل، وفي عنقها طوق لها من ورق، فاقتطعه إنسان من عنقها، فلما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد خرج حتى جاء بأبيه يقوده، فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم [ ص: 96 ] قال: "هلا تركت الشيخ في بيته حتى أجيئه؟" فقال: يمشي هو إليك يا رسول الله أحق من أن تمشي إليه، فأجلسه بين يديه، ثم مسح رسول الله صلى الله عليه وسلم صدره، وقال: "أسلم تسلم" ، فأسلم، ثم قام أبو بكر فأخذ بيد أخته، فقال: أنشد بالله والإسلام طوق أختي، فوالله ما أجابه أحد، ثم قال الثانية، فما أجابه أحد، فقال: يا أخية، احتسبي طوقك، فوالله إن الأمانة اليوم في الناس لقليل ". أبو بكر عن