[ ص: 55 ] باب الأنصار حين أمن رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل مكة بما اشترط وإطلاع الله جل ثناؤه رسوله عليه السلام على ما قالوا ما قالت
أخبرنا رحمه الله قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الأصبهاني، قال: حدثنا يونس بن حبيب، أبو داود، قال: حدثنا قال: حدثنا سليمان بن المغيرة، عن ثابت البناني، عبد الله بن رباح، قال: معاوية، ومعنا وكان بعضنا يصنع لبعضنا الطعام، وكان أبو هريرة مما يصنع لنا، فيكثر فيدعونا إلى رحله، قلت: لو أمرت بطعام فصنع ودعوتهم إلى رحلي، ففعلت ولقيت أبو هريرة بالعشي، فقلت: يا أبا هريرة الدعوة عندي الليلة، فقال: سبقتني يا أخا أبا هريرة، الأنصار، فدعوتهم فإنهم لعندي إذ قال ألا أعلمكم بحديث من حديثكم يا معشر أبو هريرة: الأنصار؟ وكان عبد الله بن رباح أنصاريا، قال: فذكر مكة، وقال: " بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم فتح على إحدى المجنبتين وبعث خالد بن الوليد زبيرا على المجنبة الأخرى، وبعث أبا عبيدة على الحسر، ثم رآني، فقال: " يا فقلت: لبيك وسعديك [ ص: 56 ] رسول الله، قال: "اهتف لي أبا هريرة بالأنصار ولا تأتيني إلا بأنصاري" ، قال: ففعلت، ثم قال: "انظروا قريشا وأوباشهم فاحصدوهم حصدا" ، قال: فانطلقنا فما أحد منهم يوجه إلينا شيئا، وما منا أحد يريد أحدا منهم إلا أخذوه قال: وجاء أبو سفيان فقال: يا رسول الله، أبيدت خضراء قريش، لا قريش بعد اليوم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن ألقى السلاح فهو آمن" ، فألقى الناس سلاحهم، ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبدأ بالحجر فاستلمه، ثم طاف سبعا وصلى خلف المقام ركعتين، ثم جاء ومعه القوس آخذ بسيتها فجعل يطعن بها في عين صنم من أصنامهم وهو يقول: "جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا" .
ثم انطلق حتى أتى الصفا فعلا منه حتى يرى البيت، وجعل يحمد الله ويدعوه والأنصار عنده يقولون: أما الرجل فأدركته رغبة في قريته، ورأفة بعشيرته، وجاء الوحي، وكان الوحي إذا جاء لم يخف علينا، فلما رفع الوحي قال: " يا معشر الأنصار، قلتم: أما الرجل فأدركته رغبة في قريته، ورأفة في عشيرته، كلا فما اسمي إذا - ثلاث مرات - كلا إني عبد الله ورسوله، المحيا محياكم، والممات مماتكم، فأقبلوا يبكون، وقالوا: يا رسول الله، والله ما قلنا إلا الضن بالله وبرسوله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله ورسوله يصدقانكم ويعذرانكم". وفدنا إلى