أخبرنا أنبأنا علي بن أحمد بن عبدان، أحمد بن عبيد، حدثنا وأنبأنا إسماعيل القاضي أبو عبد الله الحافظ حدثنا محمد بن صالح بن هانئ، حدثنا محمد بن عمرو الحرشي، قالا: حدثنا حدثنا زهير (ح) وأنبأنا أحمد بن يونس، أبو عبد الله، أنبأنا أبو بكر بن إسحاق، أنبأنا إسماعيل بن قتيبة، حدثنا أنبأنا يحيى بن يحيى، أبو خيثمة وهو زهير بن معاوية، عن عن أبي الزبير، جابر، قال: نتلقى عيرا أبا عبيدة بن الجراح، لقريش، وزودنا جرابا من تمر لم يجد لنا غيره، فكان أبو عبيدة يعطينا تمرة تمرة، قال: فقلت: كيف كنتم تصنعون بها؟ قال: نمصها كما يمص الصبي، ثم نشرب عليها الماء، فتكفينا يومنا إلى الليل، وكنا نضرب بعضنا الخبط ثم نبله بالماء فنأكله، قال: فانطلقنا على ساحل البحر فوضع لنا على ساحل البحر كهيئة الكثيب الضخم، فأتيناه فإذا دابة تدعا العنبر، فقال أبو عبيدة: ميتة، ثم قال: لا، بل نحن رسل رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي سبيل الله وقد اضطررتم فكلوا، قال: فأقمنا عليها شهرا ونحن ثلاثمائة حتى سمنا، ولقد كنا نغترف من وقت عينه بالقلال الدهن ونقتطع منه الفدر كالثور، أو كقدر الثور.
ولقد أخذ منا أبو عبيدة ثلاثة عشر رجلا فأقعدهم في عينه، وأخذ ضلعا من [ ص: 409 ] أضلاعه فأقامه، ثم رحل أعظم بعير منها فمر تحتها، وتزودنا من لحمه وشائقه، فلما قدمنا المدينة أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرنا ذلك له فقال: "هو رزق أخرجه الله لكم، فهل معكم من لحمه شيء تطعمونا؟" قال: فأرسلنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منه فأكل. بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمر علينا
لفظ حديث ابن عبدان.
رواه مسلم في الصحيح عن يحيى بن يحيى وأحمد بن يونس.