أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي، قالا: حدثنا قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، قال: حدثنا أحمد بن عبد الجبار، عن يونس بن بكير، قال: حدثنا ابن إسحاق، عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم، أم عيسى الجزار، عن أم جعفر، عن جدتها قالت: أسماء بنت عميس جعفر وأصحابه دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد عجنت عجيني، وغسلت بني ودهنتهم ونظفتهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ائتيني ببني جعفر" ، فأتيته بهم، فشمهم فدمعت عيناه، فقلت: يا رسول الله، بأبي أنت وأمي، ما يبكيك؟ أبلغك عن جعفر وأصحابه؟ فقال: "نعم، أصيبوا هذا اليوم" ، فقمت أصيح واجتمع النساء، فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهله فقال: "لا تغفلوا آل جعفر أن تصنعوا لهم طعاما، فإنهم قد شغلوا بأمر صاحبهم" . لما أصيب
قال سمعت ابن إسحاق: عبد الله بن أبي بكر يقول: لقد أدركت الناس بالمدينة إذا مات لهم ميت تكلف جيرانهم يومهم ذلك طعامهم، فلكأني أنظر إليهم قد خبزوا خبزا صغارا، وصنعوا لحما فجعل في جفنة، ثم يأتون به أهل الميت وهم يبكون على ميتهم مشتغلين، فيأكلونه لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لأهله حين أصيب جعفر: "لا تغفلوهم أن تصنعوا لهم طعاما يومهم هذا" ، ثم إن الناس تركوا ذلك.
[ ص: 371 ] هذا لفظ حديث أبي عبد الله، ولم يذكر القاضي حكاية عبد الله بن أبي بكر بعد الخبر.