[ ص: 306 ] وأخبرنا أبو الحسين بن الفضل ببغداد قال: أخبرنا قال: حدثنا أبو سهل بن زياد القطان، أبو يعقوب إسحاق بن الحسن بن ميمون الحربي، قال: حدثنا قال: حدثنا عفان بن مسلم، عن حماد بن سلمة، محمد بن إسحاق، عن عن يزيد بن عبد الله بن قسيط، ابن أبي حدرد الأسلمي، عن أبيه، وأبا قتادة ومحلم بن جثامة في سرية إلى إضم، فلقينا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه عامر بن الأضبط الأشجعي، فحياهم بتحية الإسلام فكف أبو قتادة وأبو حدرد، وحمل عليه محلم فقتله وسلبه بعيرا له وسقاء ووطبا من لبن، فلما قدموا أخبروا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أقتلته بعدما قال: آمنت؟ " ونزل القرآن: يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا قال محمد بن إسحاق: حدثنا محمد بن جعفر، قال: سمعت زياد بن ضميرة بن سعد الضمري يحدث عن أبيه، وجده، قال: عروة بن الزبير، عيينة بن بدر يطلب بدم عامر بن الأضبط الأشجعي، وهو سيد قيس، وجاء الأقرع بن حابس يرد عن محلم بن جثامة وهو سيد خندف , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقوم عامر بن الأضبط الأشجعي: "هل لكم أن تأخذوا منا خمسين بعيرا، وخمسين إذا رجعنا إلى المدينة؟" فقال عيينة بن بدر: والله لا أدعه حتى أذيق نساءه من الحرقة مثل ما أذاق نسائي، فقام رجل من بني ليث يقال له ابن مكيتل وهو قصد من الرجال فقال: يا رسول الله، ما أجد لهذا القتيل مثلا في غرة الإسلام إلا كغنم وردت فرميت [ ص: 307 ] أولاها فنفرت أخراها، اسنن اليوم وغير غدا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هل لكم أن تأخذوا خمسين بعيرا الآن، وخمسين إذا رجعنا إلى المدينة؟" ، فلم يزل بهم حتى رضوا بالدية، قال قوم محلم: ائتوا به حتى يستغفر له رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فجاء رجل طوال ضرب اللحم في حلة قد تهيأ فيها للقتل فقام بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اللهم لا تغفر لمحلم" قالها ثلاثا، فقام وإنه ليتلقى دموعه بطرف ثوبه.
قال محمد بن إسحاق: زعم قومه أنه استغفر له بعد. وقد كانا شهدا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حنينا فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الظهر، فقام إلى ظل شجرة، فقعد فقام إليه
كذا في كتابي عن ابن حدرد، عن أبيه، وقيل عن عن حجاج بن منهال، حماد في هذا الإسناد، عن أبي حدرد، عن أبيه.