وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: أخبرنا أبو جعفر البغدادي، قال: حدثنا أبو علاثة، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا قال: حدثنا ابن لهيعة، أبو الأسود، عن عروة، قال: ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم رجع إلى المدينة، ثم إنه أفلتهم رجل من ثقيف يقال له أبو بصير، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ما قدم المدينة، فطلبه رجلان من بني منقذ بن عبد بن معيص، فرده رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهما، فأوثقاه حتى إذا كان ببعض الطريق ناما، فتناول السيف بفيه فأمره على [ ص: 176 ] الإسار فقطعه، فضرب أحدهما، وطلب الآخر فسبقه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم انطلق أبو بصير فنزل قريبا من ذي المروة على طريق عيرات قريش، وانفلت أبو جندل بن سهيل في سبعين راكبا وخرجوا مسلمين فلحقوا بأبي بصير وكرهوا أن يقدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم في مدة المشركين، وكرهوا الثواء بين ظهرانيهم فنزلوا منزلا قطعوا على قريش مادتهم من الشام وطريق عيرانهم، فأرسلوا أبا سفيان بن حرب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه ويتضرعون إليه أن يبعث إلى أبي جندل بن سهيل ومن معه، وقالوا: من خرج منا إليك فهو لك حلال غير حرج أي هؤلاء الركب قد فتحوا علينا بابا لا نحب أن يكون سنة تقطع الطريق علينا، فلما فعلت ذلك قريش وكتبوا بذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم علم الذين كانوا أشاروا على رسول الله صلى الله عليه وسلم في أبي جندل أن ينتزعه من أيدي القوم بعد القضية أن طاعة النبي صلى الله عليه وسلم خير فيما كرهوا وفيما أحبوا من رأي من شك أو ظن أن له قوة أفضل مما خص الله تعالى به رسوله صلى الله عليه وسلم من العون والكرامة، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي جندل بن سهيل وأصحابه، فقدموا عليه، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فجهدوا حتى أكلوا العلهز، وقدم "اللهم اشدد وطأتك على مضر مثل سني يوسف" أبو سفيان على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: قد قطعت وأخفت من كان يحمل إلينا حتى هلك قومك، فأمن الناس حتى يحملوا.
فأمن الناس حتى حملوا.