[ ص: 150 ] باب ما جرى في إحرامهم وتحللهم حين وقع الحصر
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قالا: حدثنا وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، قال: حدثنا أحمد بن عبد الجبار، عن يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، الزهري، عن عروة، عن المسور، ومروان، في قصة الحديبية، قالا:
فوالله ما قام أحد من الناس، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل على أم سلمة فقال: " يا أم سلمة، ألا ترين إلى الناس، أي آمرهم بالأمر لا يفعلونه، فقالت: يا رسول الله، لا تلمهم، فإن الناس قد دخلهم أمر عظيم مما رأوك حملت على نفسك في الصلح، ورجعتك ولم يفتح عليك، فاخرج يا رسول الله، ولا تكلم أحدا من الناس، حتى تأتي هديك فتنحر، وتحل، فإن الناس إذا رأوك فعلت ذلك، فعلوا كالذي فعلت، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من عندها، فلم يكلم أحدا، حتى أتى هديه، فنحر، وحلق، فلما رأى الناس رسول الله صلى الله عليه وسلم قد فعل ذلك، قاموا ففعلوا، ونحروا، وحلق بعضهم، وقصر بعض، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اللهم اغفر للمحلقين" ، فقيل: يا رسول الله، والمقصرين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اللهم اغفر للمحلقين" ثلاثا، قيل: يا رسول الله وللمقصرين، فقال : [ ص: 151 ] "وللمقصرين". فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكتاب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا أيها الناس قوموا فانحروا وحلوا" .
وبهذا الإسناد، عن قال: حدثنا ابن إسحاق، عن عبد الله بن أبي نجيح، مجاهد، عن قال: قيل له: ابن عباس لم ظاهر رسول الله صلى الله عليه وسلم للمحلقين ثلاثا، وللمقصرين واحدة، فقال: "إنهم لم يشكوا".