أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: أخبرنا أبو عبد الله الأصبهاني، قال: حدثنا الحسن بن الجهم، قال: حدثنا الحسين بن الفرج، قال: حدثنا الواقدي، عن محمد بن عبد الله ابن أخي الزهري، في [ ص: 47 ] آخرين، قالوا: ومعمر بن راشد إن بني المصطلق من خزاعة كانوا ينزلون ناحية الفرع، وهم حلفاء بني مدلج، الحارث بن أبي ضرار، وكان قد صار في قومه ومن قدر عليه من العرب؛ فدعاهم إلى حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وابتاعوا خيلا وسلاحا وتهيؤوا للمسير إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجعلت الركبان تقدم من ناحيتهم فيخبرون بسيرهم، فبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبعث وكان رأسهم فعلم علم ذلك فرجع، وأخبره خبر القوم، فندب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس فأسرعوا الخروج. بريدة الأسلمي
قال الواقدي: حدثنا سعيد بن عبد الله بن أبي الأبيض، عن أبيه، عن جدته، وهي مولاة جويرية، قالت: سمعت تقول: جويرية بنت الحارث أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن على المريسيع، فأسمع أبي يقول: أتانا ما لا قبل لنا به، قالت: وكنت أرى من الناس والخيل والسلاح ما لا أصف من الكثرة، فلما أن أسلمت وتزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجعنا، جعلت أنظر إلى المسلمين فليسوا كما كنت أرى، فعرفت أنه رعب من الله عز وجل يلقيه في قلوب المشركين، وكان رجل منهم قد أسلم فحسن إسلامه يقول: لقد كنا نرى رجالا بيضا، على خيول بلق، ما كنا نراهم قبل ولا بعد.
قال الواقدي: ثم انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المريسيع، وهو الماء، فنزل وضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم قبة له من أدم، ومعه من نسائه عائشة وقد اجتمعوا على الماء، وأعدوا وتهيؤوا للقتال، وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم [ ص: 48 ] أصحابه، ودفع راية المهاجرين إلى وأم سلمة، أبي بكر، وراية الأنصار إلى ويقال: كانت مع سعد بن عبادة، راية المهاجرين، ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم عمار بن ياسر فنادى في الناس: قولوا لا إله إلا الله تمنعوا بها أنفسكم وأموالكم "، ففعل عمر بن الخطاب؛ عمر، فأبوا، فكان أول من رمى رجل منهم بسهم، فرمى المسلمون ساعة بالنبل، ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أصحابه أن يحملوا، فحملوا حملة رجل واحد، فما أفلت منهم إنسان، وقتل عشرة منهم، وأسر سائرهم، وسبى رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجال والنساء والذرية والنعم والشاء، وما قتل أحد من المسلمين إلا رجل واحد وكان أبو قتادة يحدث قال: حمل لواء المشركين صفوان ذو الشفرة، فلم تكن لي ناهية حتى شددت عليه فقتلته وكان الفتح وكان شعارهم: يا منصور أمت.