وحدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله إملاء قال: أخبرنا أحمد بن كامل أبو بكر القاضي، قال: حدثنا محمد بن موسى بن حماد البربري، قال: حدثنا محمد بن إسحاق أبو عبد الله المسيي، قال: حدثنا عبد الله بن نافع، قال: حدثنا عن أخيه عبد الله بن عمر، عبيد الله بن عمر، عن القاسم بن محمد، عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عندها فسلم علينا رجل ونحن في البيت، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فزعا، فقمت في أثره، فإذا بدحية الكلبي، فقال: . "هذا جبريل يأمرني أن أذهب إلى بني قريظة"
فقال: قد وضعتم السلاح، لكنا لم نضع طلبنا المشركين حتى بلغنا حمراء الأسد، وذلك حين رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الخندق، فقام النبي صلى الله عليه وسلم فزعا فقال لأصحابه: "عزمت عليكم ألا تصلوا صلاة العصر حتى تأتوا بني قريظة" .
فغربت الشمس قبل أن يأتوهم، فقالت طائفة من المسلمين: إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يرد أن تدعوا الصلاة فصلوا؛ وقالت طائفة: والله إنا [ ص: 9 ] لفي عزيمة النبي صلى الله عليه وسلم وما علينا من إثم.
فصلت طائفة إيمانا واحتسابا، وتركت طائفة إيمانا واحتسابا، ولم يعب النبي صلى الله عليه وسلم واحدا من الفريقين.
وخرج النبي صلى الله عليه وسلم فمر بمجالس بينه وبين بني قريظة، فقال: "هل مر بكم من أحد؟" قالوا: مر علينا على بغلة شهباء، تحته قطيفة ديباج. دحية الكلبي
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ليس ذلك بدحية، ولكنه جبريل عليه السلام أرسل إلى بني قريظة ليزلزلهم، ويقذف في قلوبهم الرعب" .
فحاصرهم النبي صلى الله عليه وسلم وأمر أصحابه أن يستروا بالجحف، حتى يسمعهم كلامه، فناداهم: [ ص: 10 ] . "يا إخوة القردة والخنازير"
قالوا: يا أبا القاسم، لم تك فحاشا ".
فحاصرهم، حتى نزلوا على حكم سعد بن معاذ، وكانوا حلفاءه، فحكم فيهم أن يقتل مقاتلتهم، وتسبى ذراريهم ونساؤهم.