أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ، قالا: حدثنا وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي ، قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب [ ص: 416 ] ، قال: حدثنا أحمد بن عبد الجبار ، عن يونس بن بكير عبد الواحد بن أيمن المخزومي، قال: حدثنا أيمن المخزومي، قال: سمعت ، يقول: جابر بن عبد الله فقلنا: يا رسول الله، إن كذانة قد عرضت فيه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "رشوا عليها" ، ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتاها وبطنه معصوب بحجر من الجوع، فأخذ المعول أو المسحاة، فسمى ثلاثا ثم ضرب، فعادت كثيبا أهيل، فقلت له: ائذن لي يا رسول الله إلى المنزل، ففعل، فقلت للمرأة: هل عندك من شيء؟ فقالت: عندي صاع من شعير وعناق، فطحنت الشعير وعجنته، وذكت العناق وسلختها، وخليت من المرأة وبين ذلك، ثم أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجلست عنده ساعة ثم قلت: ائذن لي يا رسول الله، ففعل، فأتيت المرأة فإذا العجين واللحم قد أمكنا، فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: إن عندي طعيما لنا، فقم يا رسول الله أنت ورجلان من أصحابك، فقال: "وكم هو؟" فقلت: صاع من شعير، وعناق، فقال للمسلمين جميعا: "قوموا إلى جابر" ، فقاموا، فلقيت من الحياء ما لا يعلمه إلا الله، فقلت: جاء بالخلق على صاع شعير وعناق فدخلت على امرأتي أقول: افتضحت، جاءك رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجند [ ص: 417 ] أجمعين، فقالت: هل كان سألك كم طعامك؟ فقلت: نعم، فقالت: الله ورسوله أعلم، قد أخبرناه ما عندنا، فكشفت عني غما شديدا، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: خذي ودعيني من اللحم، كنا يوم الخندق نحفر الخندق، فعرضت فيه كذانة، وهي الجبل، فما زال يقرب إلى الناس حتى شبعوا أجمعين، ويعود التنور والقدر أملأ ما كانا، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كلي وأهدي" . فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يثرد، ويغرف اللحم، ثم يخمر هذا، ويخمر هذا،
فلم نزل نأكل ونهدي يومنا أجمع رواه البخاري في الصحيح عن عن خلاد بن يحيى، عبد الواحد بن أيمن .