[ ص: 354 ] باب غزوة بني النضير وإخبار الله عز وجل ثناؤه رسوله صلى الله عليه وسلم بما أراد به بنو النضير من المكر، وكان الزهري رحمه الله يذهب إلى أنها كانت قبل أحد، وذهب آخرون إلى أنها كانت بعده وبعد بئر معونة، وقد مضت الأخبار في ذلك فيما تقدم
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: حدثنا ، قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، قال: حدثنا أحمد بن عبد الجبار ، عن يونس بن بكير قال: ثم ابن إسحاق، بني النضير يستعينهم في ذينك القتيلين من بني عامر اللذين قتلهما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى فيما حدثني عمرو بن أمية الضمري، يزيد بن رومان، وكان بين بني النضير وبني عامر عقد وحلف، فلما أتاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يستعينهم في الدية، قالوا: نعم يا أبا القاسم، نعينك على ما أحببت مما استعنت بنا عليه، ثم خلا بعضهم ببعض فقالوا: إنكم لن تجدوا الرجل على مثل حاله هذه، ورسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جانب جدار من بيوتهم قاعد، فقالوا: من رجل يعلو على هذا البيت فيلقي عليه صخرة فيقتله بها فيريحنا منه؟ فانتدب لذلك منهم عمرو بن جحاش بن كعب فقال: أنا لذلك، فصعد ليلقي عليه صخرة كما [ ص: 355 ] قال، ورسول الله صلى الله عليه وسلم في نفر من أصحابه فيهم: أبو بكر، وعمر، رضي الله عنهم. وعلي
فأتاه الخبر من السماء بما أراد القوم، فقام وقال لأصحابه: "لا تبرحوا" ، فخرج راجعا إلى المدينة، فلما استبطأ النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه قاموا في طلبه، فلقوا رجلا مقبلا من المدينة، فسألوه عنه فقال: رأيته داخلا المدينة، فأقبل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتهوا إليه، فأخبرهم الخبر بما أرادت يهود من الغدر، وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بحربهم والسير إليهم، فسار بالناس حتى نزل بهم، فتحصنوا منه في الحصون، فنادوه: يا محمد، قد كنت تنهى عن الفساد، وتعيبه على من صنعه، فما بالك تقطع النخل وتحرقه ". وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقطع النخل والتحريق فيها،
وعن قال: حدثنا ابن إسحاق، قال: عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، لما تحصن بنو النضير من رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بقطع نخلهم وتحريقه، فقالوا: يا أبا القاسم، ما كنت ترضى الفساد، فأنزل الله عز وجل في ذلك أنه ليس بفساد، ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله وليخزي الفاسقين قال الله عز وجل: ، وليس بفساد ".
وعن قال: حدثنا ابن إسحاق، أبو سعد شرحبيل بن سعد قال: والله رأيت بعض نخل بني النضير وإن الحريق لفيه ".