الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                        معلومات الكتاب

                                                                                        المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية

                                                                                        ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني

                                                                                        صفحة جزء
                                                                                        3721 - وقال أبو يعلى : حدثنا أحمد بن عيسى ، ثنا ابن بكر ، عن ابن جابر ، حدثني عطاء الخراساني ، قال : قدمت المدينة ، فلقيت رجلا من الأنصار ، فقلت : حدثني بحديث ثابت بن قيس بن شماس قال : نعم ، قم معي ، فقمت معه حتى دفعت إلى باب دار ، فأجلسني على بابها ، ثم دخل ، فلبث مليا ، ثم دعانا ، فأدخلنا على امرأة ، فقال : هذه بنت ثابت بن قيس بن شماس - رضي الله عنها - ، فسلها عما بدا لك ، فقلت : حدثيني عنه رحمك الله ، قالت : لما أنزل الله عز وجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي الآية ، دخل بيته ، وأغلق بابه ، وطفق يبكي ، فافتقده رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : ما شأن ثابت ؟ قالوا : يا رسول الله ، ما ندري ما شأنه ، إلا أنه قد أغلق بابه ، وهو يبكي فيه ، فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فسأله : ما شأنك ؟ قال : يا رسول الله ، أنزل عليك هذه الآية : يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي وأنا شديد الصوت ، وأخاف أن أكون قد حبط عملي ، قال صلى الله عليه وسلم : لست منهم ، بل تعيش بخير ، وتموت بخير .

                                                                                        [ ص: 245 ] قالت : ثم أنزل الله عز وجل على رسوله صلى الله عليه وسلم : إن الله لا يحب كل مختال فخور ، فأغلق بابه ، وطفق يبكي ، فافتقده رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقال : ثابت ، ما شأنه ؟ قالوا : يا رسول الله ، ما ندري غير أنه قد أغلق بابه ، فأرسل إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : ما شأنك ؟ قال : يا رسول الله ، أنزل عليك : إن الله لا يحب كل مختال فخور ، والله إني لأحب الجمال ، وأحب أن أسود قومي ، قال صلى الله عليه وسلم : لست منهم ، بل تعيش حميدا ، وتقتل شهيدا ، وتدخل الجنة فلما كان يوم اليمامة ، خرج مع خالد بن الوليد - رضي الله عنه - إلى مسيلمة الكذاب
                                                                                        ... فذكر الحديث في قصة قتله ، ووصيته ، وسيأتي إن شاء الله تعالى ذلك في مناقبه - رضي الله عنه - .

                                                                                        [ ص: 246 ] [ ص: 247 ] [ ص: 248 ] [ ص: 249 ] [ ص: 250 ] [ ص: 251 ]

                                                                                        التالي السابق


                                                                                        الخدمات العلمية