الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                        معلومات الكتاب

                                                                                        المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية

                                                                                        ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني

                                                                                        صفحة جزء
                                                                                        [ ص: 461 ] 2958 \ 1 - وقال الحارث أيضا : حدثنا داود بن المحبر ، حدثنا بكر بن عبد الله ابن أخت عبد العزيز بن أبي رواد ، عن عطية بن عطية ، عن إبراهيم بن إسماعيل ، عن عمرو بن شعيب ، قال :

                                                                                        إني لقاعد عند سعيد بن المسيب ، قال بعض القوم : يا أبا محمد إن رجالا يقولون : قدر الله تعالى كل شيء ما خلا الشر ، قال : فوالله ، ما رأيت سعيدا غضب غضبا قط مثل غضبه يومئذ ، حتى هم بالقيام ، ثم قال : فعلوها ؟ ويحهم لو تعلمون أما والله لقد سمعت فيهم حديثا ، كفاهم به شرا ، قال : قلت : وما ذاك يرحمك الله يا أبا محمد؟ قال : فنظر إلي ، وقد سكن غضبه عنه ، فقال : حدثني رافع بن خديج رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : يكون في أمتي أقوام يكفرون بالله وبالقدر ، وهم لا يشعرون ، كما كفرت اليهود والنصارى قال : قلت : جعلت فداك يا رسول الله يقولون كيف ؟ قال صلى الله عليه وسلم : يقولون : الخير من الله ، والشر من إبليس ، قال : وهم يقرؤون على ذلك كتاب الله تعالى ، ويكفرون بالله عز وجل بعد الإيمان والمعرفة ، فماذا تلقى أمتي منهم من العداوة ، والبغضاء ، والجدال ، أولئك زنادقة هذه الأمة ، وفي زمانهم يكون ظلم [ ص: 462 ] السلطان ، فيا له من ظلم وحيف وأثرة ، فيبعث الله تعالى عليهم طاعونا ، فيفنى عامتهم ، ثم يكون المسخ والخسف ، وقليل من ينجو منهم ، الكل يومئذ قليل فرحه ، شديد غمه ، ثم يكون المسخ يمسخ الله عز وجل عامة أولئك قردة وخنازير ثم بكى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بكينا لبكائه ، فقيل : ما هذا البكاء يا رسول الله ؟ قال صلى الله عليه وسلم : رحمة لهم الأشقياء ؛ لأن فيهم المجتهد ، وفيهم المتعبد ، مع أنهم ليسوا بأول من سبق إلى هذا القول ، وضاق به ذرعا ، إن عامة من هلك من بني إسرائيل به هلك فقيل : يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ما الإيمان بالقدر ؟ قال صلى الله عليه وسلم : أن تؤمن بالله وحده ، وتعلم أنه لا يملك معه أحد ضرا ولا نفعا ، وتؤمن بالجنة والنار ، وتعلم أن الله تعالى خلقهما قبل الخلق ، ثم خلق خلقه ، فجعل من شاء منهم للجنة ، ومن شاء منهم للنار .

                                                                                        2958 \ 2 - وقال أبو يعلى : حدثنا أحمد الدورقي ، حدثنا المقرئ ، حدثنا ابن لهيعة ، حدثنا عمرو بن شعيب ، فذكره بطوله .

                                                                                        [ ص: 463 ]

                                                                                        التالي السابق


                                                                                        الخدمات العلمية