الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                        معلومات الكتاب

                                                                                        المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية

                                                                                        ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني

                                                                                        صفحة جزء
                                                                                        [ ص: 19 ] 15 - باب ما يحل للعامل من أموال الرعية

                                                                                        2129 \ 1 - قال إسحاق : أخبرنا جرير ، عن عاصم الأحول ، عن أبي عثمان ، [قال] : إن عتبة بن فرقد [ قال ] : بعث إلى عمر بخبيص قد أجيد صنعته ، وصنعوه في السلال وعليها اللبود ، فلما انتهى إلى عمر رضي الله عنه كشف الرحل عن الخبيص ، فقال عمر رضي الله عنه : أيشبع المسلمون في رحالهم من هذا ؟ فقال الرسول : لا ، فقال عمر رضي الله عنه : لا أريده ، وكتب إلى عتبة رضي الله عنه : " أما [ ص: 20 ] بعد : فإنه ليس من كدك ولا من كد أمك ، فأشبع من قبلك من المسلمين في رحالهم مما تشبع منه في رحلك " .

                                                                                        باقيه أخرجوه .

                                                                                        2129 \ 2 - قال أبو يعلى : حدثنا أبو خيثمة ، ثنا جرير به .

                                                                                        2129 \ 3 - وقال الحارث : حدثنا يزيد ، ثنا عاصم ، عن أبي عثمان ، قال : كنت مع عتبة بن فرقد بأذربيجان ، فبعث سحيما وآخر إلى عمر رضي الله عنه على ثلاث رواحل بسفطين وجعل فيهما خبيصا ، وجعل عليهما أدما ، وجعل فوق الأدم لبودا ، فلما قدما المدينة ، قيل : جاء سحيم مولى عتبة وآخر على ثلاث رواحل ، فأذن لهما فدخلا ، فسألهما عمر رضي الله عنه : أذهبا ، أو ورقا ؟ قالا : لا . قال : فما جئتما به ؟ قالا : طعام . قال : طعام رجلين على ثلاث رواحل !! هاتا ما جئتما به ، فجيء به ، فكشف اللبود والأدم . فجاء عمر ، وقال بيده فيه ، فوجده لينا ، فقال رضي الله عنه : أكل المهاجرين يشبع من هذا ؟ قال : [ ص: 21 ] لا ، ولكن هذا شيء اختص به أمير المؤمنين . فقال : يا فلان ، هات الدواة . اكتب : من عبد الله أمير المؤمنين إلى عتبة بن فرقد ومن معه من المسلمين ، سلام عليكم ، أما بعد : فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو .

                                                                                        أما بعد : فإنه ليس من كسبك ولا كسب أبيك ، ولا كسب أمك يا عتبة بن فرقد . فذكر الحديث . قال : وفي كتاب عمر رضي الله عنه : " اقطعوا الركب ، وانزوا على الخيل نزوا ، قال أبو عثمان : فلقد رأيت الشيخ ينزو فيقع على بطنه ، وينزو فيقع على بطنه ، ثم رأيته بعد ذلك ينزو كما ينزو الغلام
                                                                                        " .

                                                                                        2129 \ 4 - وقال أبو يعلى : حدثنا إبراهيم السامي ، ثنا حماد بن سلمة ، عن عاصم ، نحوه .

                                                                                        [ ص: 22 ] [ ص: 23 ] [ ص: 24 ] [ ص: 25 ] [ ص: 26 ] [ ص: 27 ] [ ص: 28 ]

                                                                                        التالي السابق


                                                                                        الخدمات العلمية