2225 - (خ) : سعد بن معاذ بن النعمان بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن النبيت ، وهو عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري ، الأشهلي ، أبو عمرو المدني ، سيد الأوس ، وأمه كبشة بنت رافع ، لها صحبة ، وهو ابن خالة أسعد بن زرارة .
[ ص: 301 ] قال أبو عمر : أسلم بالمدينة بين العقبة الأولى والثانية على يدي مصعب بن عمير ، وشهد بدرا وأحدا والخندق ، ورمي يوم الخندق بسهم فعاش بعد ذلك شهرا ثم انتقض جرحه فمات منه . والذي رماه بالسهم حبان بن العرقة وقال : خذها وأنا ابن العرقة . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : عرق الله وجهه في النار .
والعرقة هي فلانة بنت سعيد بن سهم بن عمرو بن هصيص ، وحبان ابنها هو ابن عبد مناف بن منقذ بن عمرو بن هصيص بن عامر بن لؤي . وقيل : إن العرقة تكنى أم فاطمة ، وإنما قيل لها : العرقة ، لطيب ريحها . وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد أمر بضرب فسطاط في المسجد لسعد بن معاذ ، وكان يعوده في كل يوم حتى توفي سنة خمس من الهجرة ، وكان موته بعد الخندق بشهر ، وبعد قريظة بليال .
كذلك روى سعد بن إبراهيم ، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص ، عن أبيه .
وروى الليث بن سعد ، عن أبي الزبير ، عن جابر قال : . رمي سعد بن معاذ يوم الأحزاب فقطعوا أكحله ، فحسمه رسول الله - صلى [ ص: 302 ] الله عليه وسلم - فانتفخت يده ونزفه الدم ، فلما رأى ذلك قال : اللهم لا تخرج نفسي حتى تقر عيني من بني قريظة . فاستمسك عرقه ، فما قطر قطرة حتى نزل بنو قريظة على حكمه ، وكان حكمه فيهم أن يقتل رجالهم وتسبى نساؤهم وذريتهم ، يستعين بهم المسلمون ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : أصبت حكم الله فيهم . وكانوا أربع مائة ، فلما فرغ من قتلهم انفتق عرقه فمات
وروي من حديث قال : أنس بن مالك . لما حملنا جنازة سعد بن معاذ قال المنافقون : ما أخف جنازته ، وكان رجلا طوالا ضخما ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إن الملائكة حملته
وقال يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير ، عن أبيه ، عن عائشة : كان في بني عبد الأشهل ثلاثة لم يكن بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - أفضل منهم : سعد بن معاذ ، وأسيد بن حضير ، وعباد بن بشر .
وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : . اهتز العرش لموت سعد بن معاذ
وروي : عرش الرحمن . وهو حديث روي من وجوه كثيرة متواترة ، رواه جماعة من الصحابة .
وقال رسول الله - صلى الله عليه [ ص: 303 ] وسلم - في حلة سير أراها : . وهو حديث ثابت أيضا . لمنديل من مناديل سعد بن معاذ في الجنة خير منها
وقال الزهري ، عن سعيد بن المسيب ، عن : قال سعد بن معاذ : ثلاث أنا فيهن رجل - يعني : كما ينبغي - وما سوى ذلك فأنا رجل من الناس : ما سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حديثا قط إلا علمت أنه حق من الله ، ولا كنت في صلاة قط فشغلت نفسي بغيرها حتى أقضيها ، ولا كنت في جنازة قط فحدثت نفسي بغير ما تقول ، ويقال لها حتى أنصرف عنها . قال سعيد بن المسيب : فهذه الخصال ما كنت أحسبها إلا في نبي . ابن عباس
روى له البخاري حديثا واحدا ، وقد وقع لنا عاليا عنه .
أخبرنا به إبراهيم بن إسماعيل القرشي ، قال : أنبأنا محمد بن معمر بن الفاخر وغير واحد ، قالوا : أخبرتنا فاطمة بنت عبد الله ، قالت : أخبرنا أبو بكر بن ريذة ، قال : أخبرنا أبو القاسم الطبراني ، قال : حدثنا علي بن عبد العزيز ، قال : حدثنا عبد الله بن رجاء ، قال : أخبرنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن عمرو بن ميمون ، عن عبد الله بن مسعود ، قال : سعد بن معاذ معتمرا ، فنزل على أبي صفوان أمية بن خلف ، وكان أمية إذا انطلق إلى الشام فمر بالمدينة نزل على سعد ، فقال أمية [ ص: 304 ] لسعد : انتظر حتى إذا انتصف النهار وغفل الناس انطلقت فطفت ، فبينا سعد يطوف بالكعبة آمنا أتاه أبو جهل فقال : من هذا الذي يطوف بالكعبة آمنا ؟ فقال سعد : أنا سعد . فقال أبو جهل : تطوف بالبيت آمنا ، وقد آويتم محمدا وأصحابه ؟ وكان بينهما حتى قال أمية لسعد : لا ترفع صوتك على أبي الحكم ، فإنه سيد أهل الوادي . فقال له سعد : والله لئن منعتني أن أطوف بالبيت لأقطعن عليك متجرك إلى الشام . فجعل أمية يقول لسعد : لا ترفع صوتك على أبي الحكم - يمسكه - فغضب سعد وقال : دعنا منك ، فإني سمعت محمدا يزعم أنه قاتلك . قال : إياي ؟ قال : نعم . قال : والله ما يكذب محمد . فلما خرجوا رجع إلى امرأته ، فقال : أما علمت ما قال لي أخي اليثربي ؟ فأخبرها فقالت امرأة أمية : ما يدعنا محمد ؟ فلما جاء الصريخ ، وخرجوا إلى بدر قالت له : أما تذكر ما قال لك أخوك اليثربي ؟ فأراد أن لا يخرج ، فقال له أبو جهل : إنك من أشرف أهل الوادي ، فسر معنا يوما أو يومين ، فسار معهم فقتله الله . انطلق
رواه عن أحمد بن إسحاق البخاري ، عن عبيد الله بن موسى ، عن إسرائيل ، فوقع لنا عاليا بدرجتين .
ورواه أيضا عن أحمد بن عثمان بن حكيم ، عن شريح بن مسلمة ، عن إبراهيم بن يوسف ، عن أبيه ، عن أبي إسحاق ، فوقع لنا عاليا بثلاث درجات ، ولله الحمد .