1214 - (ق) : الحسن بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب ، القرشي الهاشمي ، المدني ، أخو عبد الله بن الحسن بن الحسن ، وإبراهيم بن الحسن بن الحسن ، أمهم فاطمة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب .
روى عن : أبيه حسن بن حسن ، وأمه فاطمة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب (ق) .
روى عنه : عبيد بن الوسيم الجمال (ق) ، وعمر بن شبيب المسلي ، وفضيل بن مرزوق .
قال الحافظ أبو بكر الخطيب - فيما أخبرنا ابن المجاور ، [ ص: 85 ] عن الكندي ، عن القزاز ، عنه - : قدم الأنبار على السفاح أمير المؤمنين مع أخيه عبد الله بن الحسن وجماعة من الطالبيين ، فأكرمهم السفاح وأجازهم ، ورجعوا إلى المدينة ، فلما ولي المنصور حبس الحسن بن الحسن ، وأخاه عبد الله ، لأجل محمد وإبراهيم ابني عبد الله ، فلم يزالا في حبسه حتى ماتا .
وبه ، قال : أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، قال : حدثنا الحسن بن محمد بن يحيى العلوي ، قال : حدثنا جدي ، قال : حدثنا غسان الليثي ، عن أبيه ، قال : كان أبو العباس قد خص عبد الله بن الحسن بن الحسن حتى كان يتفضل بين يديه في قميص بلا سراويل ، فقال له يوما : ما رأى أمير المؤمنين على هذه الحال غيرك ، ولا أعدك إلا والدا ، ثم سأله عن ابنيه ، فقال له : ما خلفهما عني ، فلم يفدا علي مع من وفد علي من أهلهما ؟ ثم أعاد عليه المسألة عنهما مرة أخرى ، فشكا ذلك عبد الله بن الحسن إلى أخيه الحسن بن الحسن ، فقال له : إن أعاد عليك المسألة عنهما ، فقل له : علمهما عند عمهما ، فقال له عبد الله : وهل أنت محتمل ذلك لي ؟ قال : نعم ، قال : فأعاد أبو العباس على عبد الله المسألة عنهما ، فقال له : علمهما يا أمير المؤمنين عند عمهما ، فبعث أبو العباس إلى الحسن فسأله عنهما ، فقال : يا أمير المؤمنين ، أكلمك على هيبة الخلافة ، أو كما يكلم الرجل ابن عمه ؟ فقال له أبو العباس : بل كما يكلم الرجل ابن عمه ، فقال له الحسن : أنشدك [ ص: 86 ] الله يا أمير المؤمنين ، إن الله قدر لمحمد وإبراهيم أن يليا من هذا الأمر شيئا ، فجهدت وجهد أهل الأرض معك أن تردوا ما قدر لهما ، أيردونه ؟ قال : لا . قال : فما تنغيصك على هذا الشيخ النعمة التي أنعمت بها عليه ؟ فقال أبو العباس : لا أذكرهما بعد اليوم ، فما ذكرهما حتى فرق الموت بينهما .
قال العلوي : قال جدي : وتوفي الحسن بن الحسن سنة خمس وأربعين ومائة ، في ذي القعدة بالهاشمية ، في حبس أبي جعفر ، وهو ابن ثمان وستين سنة .
وقال شبابة بن سوار : حدثنا الفضيل بن مرزوق ، قال : سمعت الحسن بن الحسن أخا عبد الله بن الحسن وهو يقول لرجل ممن يغلو فيهم : ويحكم ، أحبونا لله ، فإن أطعنا الله فأحبونا ، وإن عصينا الله فأبغضونا . قال : فقال له الرجل : إنكم ذو قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأهل بيته ، فقال : ويحكم لو كان الله نافعا بقرابة من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بغير عمل بطاعته لنفع بذلك من هو أقرب إليه منا ، أباه وأمه ، والله إني لأخاف أن يضاعف للعاصي منا العذاب ضعفين . والله إني لأرجو أن يؤتى المحسن منا أجره مرتين . قال : ثم قال : لقد أساء بنا آباؤنا وأمهاتنا إن كان ما يقولون من دين الله ثم لم يخبرونا به . ولم يطلعونا عليه ، ولم يرغبونا فيه ، فنحن والله كنا [ ص: 87 ] أقرب منهم قرابة منكم ، وأوجب عليهم حقا ، وأحق بأن يرغبونا فيه منكم ، ولو كان الأمر كما تقولون : إن الله ورسوله اختار عليا لهذا الأمر ، وللقيام على الناس بعده ، إن كان علي لأعظم الناس في ذلك خطيئة وجرما إذ ترك أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أن يقوم فيه كما أمره ، أو تعذر فيه إلى الناس ، قال : فقال له الرافضي : ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي : " من كنت مولاه فعلي مولاه " ؟ قال : أما والله ، إن لو يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك الإمرة والسلطان والقيام على الناس لأفصح لهم بذلك ، كما أفصح لهم بالصلاة والزكاة وصيام رمضان وحج البيت ، ولقال لهم : أيها الناس إن هذا ولي أمركم من بعدي ، فاسمعوا له وأطيعوا ، فما كان من وراء هذا شيء ، فإن أنصح الناس كان للمسلمين رسول الله صلى الله عليه وسلم .
أخبرنا بذلك أبو العباس أحمد بن أبي الخير سلامة بن إبراهيم بن سلامة ابن الحداد ، وأبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الواحد ابن البخاري ، وأبو إسحاق إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم ابن الدرجي ، وأبو العباس أحمد بن شيبان بن تغلب الشيباني .
قال ابن أبي الخير وابن البخاري : أنبأنا القاضي أبو المكارم أحمد بن محمد بن محمد اللبان إذنا .
قال ابن أبي الخير : وأنبأنا أيضا أبو سعيد خليل بن أبي الرجاء الراراني إذنا .
وقال ابن البخاري أيضا ، وابن الدرجي ، وابن شيبان : أنبأنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن نصر الصيدلاني إذنا . [ ص: 88 ] قالوا : أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد ، قراءة عليه ، قال : أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ ، قال : حدثنا عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس ، قال : حدثنا أبو جعفر محمد بن عاصم الثقفي ، قال : حدثنا شبابة ، فذكره . وهذا من أصح الأسانيد وأعلاها .
وروى الزبير بن بكار هذه الحكاية في ترجمة الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب والد الحسن هذا ، رواها عن عمه مصعب بن عبد الله ، قال : كان الفضيل بن مرزوق ، يقول : سمعت الحسن بن الحسن يقول لرجل يغلو فيهم : ويحكم ، أحبونا لله ، فإن أطعنا الله فأحبونا ، وإن عصينا فأبغضونا فلو كان الله نافعا أحدا بقرابته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لغير طاعة الله ، لنفع بذلك أباه وأمه ، قولوا فينا الحق ، فإنه أبلغ فيما تريدون ، ونحن نرضى به منكم .
أخبرنا بذلك أبو الحسن ابن البخاري ، قال : أخبرنا أبو حفص بن طبرزد ، قال : أخبرنا أبو منصور محمد بن عبد الملك بن الحسن بن خيرون ، قال : أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن المسلمة ، قال : أخبرنا أبو طاهر محمد المخلص ، قال : حدثنا أحمد بن سليمان الطوسي ، قال : حدثنا الزبير بن بكار ، قال : حدثني عمي مصعب بن عبد الله ، فذكره .
قال الزبير : وولد حسن بن حسن بن حسن بن علي بن أبي [ ص: 89 ] طالب : عبد الله ، وهو أبو جعفر ، وعليا كان امرأ صدق ، مات في حبس أمير المؤمنين المنصور مع أبيه ، وحسنا درج ، وأمهم أم عبد الله بنت عامر بن عبد الله بن بشر بن عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب ، والعباس بن الحسن ، وطلحة بن الحسن ، انقرضا وأمهما عائشة بنت طلحة بن عمر بن عبيد الله بن معمر التيمي ، وتوفي حسن بن حسن بن حسن بالهاشمية ، سنة خمس وأربعين ومائة ، في حبس أمير المؤمنين أبي جعفر المنصور .
روى له ابن ماجه حديثا واحدا ، عن أمه فاطمة بنت الحسين ، عن أبيها الحسين بن علي ، عن فاطمة الكبرى ، فيمن بات وفي يده ريح غمر .