الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                        معلومات الكتاب

                        إرشاد الفحول إلى تحقيق الحق من علم الأصول

                        الشوكاني - محمد بن علي بن محمد الشوكاني

                        صفحة جزء
                        البحث الثاني : في حدهما

                        فقيل في حد الحقيقة : إنها اللفظ المستعمل فيما وضع له .

                        فيشتمل هذا الوضع اللغوي ، والشرعي ، والعرفي ، والاصطلاحي .

                        [ ص: 95 ] وزاد جماعة في هذا الحد قيدا ، وهو قولهم : " في اصطلاح التخاطب " لأنه إذا كان التخاطب باصطلاح ، واستعمل فيه ما وضع له في اصطلاح آخر ؛ لمناسبة بينه وبين ما وضع له في اصطلاح التخاطب ، كان مجازا مع أنه لفظ مستعمل فيما وضع له .

                        وزاد آخرون في هذا الحد قيدا ، فقالوا : هي اللفظ المستعمل فيما وضع له أولا ، لإخراج مثل ما ذكر .

                        وقيل في حد الحقيقة : إنها ما أفيد بها ما وضعت له في أصل الاصطلاح الذي وقع التخاطب به .

                        وقيل في حدها : إنها كل كلمة أريد بها عين ما وضعت له في وضع واضع وضعا لا يستند فيه إلى غيره .

                        وأما المجاز : فهو اللفظ المستعمل في غير ما وضع له لعلاقة ، مع قرينة .

                        وقيل : هو اللفظ المستعمل في غير ما وضع له أولا على وجه يصح . وزيادة قيد على وجه يصح ; لإخراج مثل استعمال لفظ الأرض في السماء .

                        وقيل في حده أيضا : إنه ما كان بضد معنى الحقيقة .

                        التالي السابق


                        الخدمات العلمية