nindex.php?page=treesubj&link=28975قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=103فإذا قضيتم الصلاة فاذكروا الله قياما وقعودا وعلى جنوبكم فإذا اطمأننتم فأقيموا الصلاة إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا ولا تهنوا في ابتغاء القوم إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون وكان الله عليما حكيما
فيه خمس مسائل :
الأولى : قضيتم معناه فرغتم من صلاة الخوف وهذا يدل على أن القضاء يستعمل فيما قد فعل في وقته ؛ ومنه قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=200فإذا قضيتم مناسككم وقد تقدم .
الثانية : قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=103فاذكروا الله قياما وقعودا وعلى جنوبكم ذهب الجمهور إلى أن هذا الذكر المأمور به . إنما هو إثر صلاة الخوف ؛ أي إذا فرغتم من الصلاة فاذكروا الله بالقلب
[ ص: 319 ] واللسان ، على أي حال كنتم
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=103قياما وقعودا وعلى جنوبكم وأديموا ذكره بالتكبير والتهليل والدعاء بالنصر لا سيما في حال القتال . ونظيره
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=45إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون . ويقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=103فإذا قضيتم الصلاة بمعنى إذا صليتم في دار الحرب فصلوا على الدواب ، أو قياما أو قعودا أو على جنوبكم إن لم تستطيعوا القيام ، إذا كان خوفا أو مرضا ؛ كما قال تعالى في آية أخرى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=239فإن خفتم فرجالا أو ركبانا وقال قوم : هذه الآية نظيرة التي في " آل عمران " ؛ فروي أن
nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود رأى الناس يضجون في المسجد فقال : ما هذه الضجة ؟ قالوا : أليس الله تعالى يقول
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=103فاذكروا الله قياما وقعودا وعلى جنوبكم ؟ قال : إنما يعني بهذا الصلاة المكتوبة إن لم تستطع قائما فقاعدا ، وإن لم تستطع فصل على جنبك . فالمراد نفس الصلاة ؛ لأن الصلاة ذكر الله تعالى ، وقد اشتملت على الأذكار المفروضة والمسنونة ؛ والقول الأول أظهر . والله أعلم .
الثالثة : قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=103فإذا اطمأننتم أي أمنتم . والطمأنينة سكون النفس من الخوف .
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=103فأقيموا الصلاة أي فأتوها بأركانها وبكمال هيئتها في السفر ، وبكمال عددها في الحضر .
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=103إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا أي مؤقتة مفروضة . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم : موقوتا منجما ، أي تؤدونها في أنجمها ؛ والمعنى عند أهل اللغة : مفروض لوقت بعينه ؛ يقال : وقته فهو موقوت . ووقته فهو مؤقت . وهذا قول
nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم بعينه . وقال : كتابا والمصدر مذكر ؛ فلهذا قال : موقوتا .
الرابعة : قوله تعالى : ولا تهنوا أي لا تضعفوا ، وقد تقدم في " آل عمران " .
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=104في ابتغاء القوم طلبهم قيل : نزلت في حرب
أحد حيث أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالخروج في آثار المشركين ، وكان بالمسلمين جراحات ، وكان أمر ألا يخرج معه إلا من كان في الوقعة ، كما تقدم في " آل عمران " وقيل : هذا في كل جهاد
الخامسة : قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=104إن تكونوا تألمون أي تتألمون مما أصابكم من الجراح فهم يتألمون أيضا مما يصيبهم ، ولكم مزية وهي أنكم ترجون ثواب الله وهم لا يرجونه ؛ وذلك أن من لا يؤمن بالله لا يرجو من الله شيئا . ونظير هذه الآية
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=140إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وقد تقدم . وقرأ
عبد الرحمن الأعرج " أن تكونوا " بفتح الهمزة ، أي لأن وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=17152منصور بن المعتمر " إن تكونوا تئلمون " بكسر التاء . ولا يجوز عند البصريين كسر التاء لثقل الكسر فيها . ثم قيل : الرجاء هنا بمعنى الخوف ؛ لأن من رجا شيئا فهو غير قاطع بحصوله فلا
[ ص: 320 ] يخلو من خوف فوت ما يرجو . وقال
الفراء والزجاج : لا يطلق الرجاء بمعنى الخوف إلا مع النفي ؛ كقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=13ما لكم لا ترجون لله وقارا أي لا تخافون لله عظمة . وقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=14للذين لا يرجون أيام الله أي لا يخافون . قال
القشيري : ولا يبعد ذكر الخوف من غير أن يكون في الكلام نفي ، ولكنهما ادعيا أنه لم يوجد ذلك إلا مع النفي . والله أعلم .