الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

منهج السلف في التعليم..

منهج السلف في التعليم..

منهج السلف في التعليم..

يمثل منهج السلف مرجعية علمية ومنهجية؛ فهم خير الناس، وهم الذين جعل النبي - صلى الله عليه وسلم - اتِّباعهم علامة النجاة حين تتفرق الفرق وتتجارى الأهواء بأصحابها.

لذا حرص الموفَّقون المهديون من هذه الأمة على تجلية منهج السلف والتأسي بهم في الاعتقاد والسلوك ومنهج الحياة.

ولقد كان السلف أئمة العلم والهدى، ولهم عناية بتعليم العلم الشرعي والتربية عليه، لم تكن هذه العناية لغيرهم من أهل الأهواء والفتن، وكانوا - رضوان الله عليهم - أئمة العلم والتعليم والدعوة والجهاد والإصلاح في الأمة.

ومن هنا حرص أتباعهم على التعرف على منهجهم في التربية والتعليم وتلمسه والتأسي به.

ظاهرة صحية ولكن
والعناية بمنهج السلف في التعليم ظاهرة صحية واتجاه محمود وحسن، ولكنْ ثمة أمور لا بد من العناية بها في ذلك، ومنها:

أن البيئة العلمية الشرعية تطورت ونمت، وتأثرت بمؤثرات عديدة، حتى وصلت إلينا وفق نمطية ومنهجية في العلم والتعلم، فتعلَّم وتفقَّه عليها الناس وأَلِفوها، وصارت تسبق إلى أذهانهم حين الحديث عن منهج السلف في التعليم.

وليست النمطية التي تشيع لدى بيئة معينة هي التي تمثل منهج السلف؛ فأول ما يمثل منهج السلف هو المنهج النبوي الذي - حتى الآن - لم يلق العناية الكافية والدراسة المتعمقة، ثم منهج التابعين وتابعيهم، أما ما نشأ بعدهم فإنما يقاس ويحاكَم إلى المنهج النبوي.

أن هناك مجالاً رحباً في التعلم وآلياته يرتبط بمتغيرات الزمان والمكان، ويستمد قيمته من فاعليته في تحقـيق أهــداف التعليم التي تتـمثل في بناء المتعـلم الفـاعل الإيجابي، وتخـريج العلـماء، ونشـر العلم الشرعي في صفوف الأمة.

ومن تأمل التاريخ العلمي للأمة وجد التنوع والتطور في مناهج التعلم وأدواته ووسائله وطرق التعليم ومؤسساته؛ فكان العلم يتلقى بالمشافهة والرواية، ثم بدأ التدوين، وتطور التدوين والتأليف، ونشأ تصنيف العلوم والتخصصات، وتنوعت التخصصات وتفرعت، كما تنوعت مؤسسات تلقي العلم، من الحِلَق إلى الجوامع ومراكز العلم، إلى المدارس والرُّبُط... إلخ.

ورغم قيمة كل هذا التراث وأهمية دراسته والإفادة منه فلا بد من التفريق بين ما هو من المنهج الذي يُدعى إليه ويُجتهد في التأسي به واتباعه، ويوصف بأنه منهج السلف، وبين ما هو في إطار الأدوات والوسائل يستمد قيمته من جدواه وفاعليته كما أسلفنا.

بعـض مـن يقررون منهـج السـلف ينطلقون من نصـوص ومواقف تُروى لآحاد السلف، ومن المعلوم أن المنهج يـمثل إطـاراً عـاماً واضحاً له معالمه وحدوده، ويتفق عليه أئمة السلف، أما مقولات آحاد السلف فرغم قيمتها وأهميتها فهي ليست حجة بذاتها فضلاً عن أن تمثل منهج السلف.

ورغم أننا يجب أن نقف في وجه ما يسعى إليه جهلة زماننا من التنقيص من آراء أهل العلم والاستخفاف بها والجرأة عليها، إلا أننا يجب أن نفرق بين تقدير آراء السلف وإنزالها المنزلة اللائقة بها، وبين تحويلها إلى منهج؛ إذ يقتضي ذلك الحكم على من خالفها بالانحراف عن المنهج.

نسأل الله أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه، ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه، ويجعلنا ممن يسير على ما كان عليه محمد - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

محمد بن عبد الله الدويش

مواد ذات الصله

المقالات

المكتبة