الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

البهائيون في مصر.. محاولات للعودة من جديد

البهائيون في مصر.. محاولات للعودة من جديد

منذ سنتين أصدرت لجنة الحريات الدينية بالكونجرس الأمريكي قرارا ينتقد ما سمي زورا اضطهاد البهائيين في مصر ثم في منتصف يناير2008 صدر قرار البرلمان الأوربي الذي ينتقد فيه سجل حقوق الإنسان في مصر وكان من الملفت انه انتقد ما سمي باضطهاد البهائيين في مصر ثم كان ملفتا أن يصدر بعد ذلك بأيام قرار من محكمة القضاء الإداري في مصر حكما لصالح البهائيين بإصدار بطاقة رقم قومي لهم ومنذ سنتين في مصر شهد الأعلام المصري ظهور مكثف لمن يسمون البهائيين عبر حصولهم على حكم يتيح لهم تسجيلهم في خانة بطاقة الرقم القومي كديانة وهنا انتبه كل المسئولين لخطورتهم فانبرى علماء الأزهر والمهتمون يفندون حقيقة ضلال البهائية وطعنت الدولة في الحكم وتابع الشعب المصري بشغف المحكمة الإدارية العليا التي انعقدت في جلسة مطولة استمرت سبع ساعات لتصدر حكما رائعا ببطلان الحكم السابق وتفنيد بطلانه من حيث أن البهائية ليست دينا إنما هي فكر ضال خارج تماما عن المعروف من الأديان التي يقرها الدستور وهى الإسلام والمسيحية واليهودية وتنهد الناس في مصر الصعداء وسكتت الأصوات الشاذة ولكن عاد البهائيون الآن بالحكم القضائي الصادر في نهاية يناير 2008 فقد أعادهم إلى واجهة الإحداث وهو حكم يتيح لهم بطاقة قومي بدون أن تدون في خانة الديانة أي ديانة وهى خطوة أولى من أجل إثبات ضلالهم كديانة في المجتمع المصري المسلم!

ومما يدعو للعجب أنه سبق وقد أصدر مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر في ديسمبر عام 2003، ، فتوى تعلن أن "الإسلام لا يقر أي ديانة أخرى غير ما أمرنا القرآن باحترامه، فلا ينبغي، بل يمتنع أن تكون في مصر ديانة غير الإسلام والمسيحية واليهودية لأن كل ديانة أخرى غير مشروعة ومخالفة للنظام العام".
وطلبت الفتوى من السلطات التشريعية والقضائية والتنفيذية أعمال شئونها في هذا الأمر " وهذه ليست الفتوى الوحيدة فقد أصدر الأزهر الشريف فتاوى عديدة بشأن البهائية وكفرها ومنها فتوى للشيخ جاد الحق شيخ الأزهر السابق رحمة الله عليه وكثير من الهيئات و العلماء في العالم الإسلامي أصدروا فتاوى واضحة في كفر وردة البهائيين ومن عنده أدنى علم في دين الله لا يحتاج إلى فتوى لمعرفة ضلالهم وكفرهم ورغم كل ذلك يتاح لهم خرق هوية الشعب المصري ودستوره ويبدو أن هناك من يريد للأزهر أن يكون ديكورا فقط.

والبهائية لمن لا يعرفهم يعتقدون في نبوة بل ألوهية علي محمد الشيرازي رأس البابية وكعبتهم في حيفا أو حيث يكون قبر الباب أو البهاء، ويرفضون خاتمية الرسول محمد صلى الله عليه وسلم للأنبياء، وقالوا: إن الله قد أتى إلى الأرض، وقالوا: إن الجنة هي الإيمان بالبهاء، وإن النار هي في عدم اتباعه وعدم الإيمان به، وأنكروا البعث والحساب ويوم القيامة.. ويزعمون أن هناك رسالات سماوية ستظهر تباعاً، وأن البهائية ليست خاتمة الرسالات وأن هناك رسالات ستظهر بعد 1000 عام.

وقد حرّف الداعي البهائي رشاد خليفة في ولاية أريزونا بالولايات المتحدة الأمريكية القرآن الكريم في ترجمته للقرآن والتي ألغى فيها آيات كثيرة من القرآن بحجة أنها ليست قرآناً وبأن المسلمين حرفوها.. وقد كان هذا الأفاك الأثيم ينادي بهدم الكعبة وتوزيع حطامها على بلاد العالم وإبطال الحج وكل الشعائر الإسلامية.
والملفت أن هؤلاء الأفاكين أسقطوا التكاليف وأنكروا على الله أسماءه الحسنى وصفاته الإلهية - سبحان الله عما يصفون - ،".

وأكبر مركز لهم في شيكاغو في الولايات المتحدة الأمريكية، وهو المركز الرئيسي للخطط والتمويل وكل أنواع الدعم.. والأخطر أنهم يتسللون إلى مواقع كثيرة في بلاد العرب والمسلمين خفية بدون أن يشعر بهم أحد .

و لا يفوتني الإشارة إلى أن مثل هذه الأحكام التي تمهد لتواجدهم الرسمي تندرج تحت مؤامرة ما يسمى زورا اضطهاد الأقليات في مصر، وهى تتعلق بطوفان الاستجابة لكل ما يريده الغرب سواء من المنظمات المدنية أو الدولية أيًّا كان المسمى سواء فيما يتعلق بدعواهم في حق البهائيين أو غيرهم مما نشهد إرهاصاته الآن ويتم ذلك بأساليب الضغط مستغلين حالة الاستكبار والطغيان الأمريكي والغربي وحالة الضعف العربي العام تحت دعاوى الحرية والعولمة .

ويبقى أنني أتعجب من أن ترفض فرنسا الحجاب وهو يندرج تحت الحرية الشخصية في فهم العلمانية ومع ذلك فرنسا ترفض الحجاب لأنه يتنافى مع هويتها العلمانية وفي بلاد المسلمين من يفرط في الهوية بسهولة ويتبارى كل صاحب سلطة في تقديم القرابين التقرب للغرب بذبح كل ما يمت بصلة إلى عقيدتنا وهويتنا الإسلامية؛ رغم أن الغرب يبذل كل جهده للمحافظة على هويته وكينونته ونحن أجدر أن نحافظ على هويتنا ونصمد أمام كل الضغوط .

و أخيرا يبدو في الأفق مخطط يريد أن يمضى في مصر ليبقى النص على أن دين الدولة هو الإسلام مجرد كلمة في الدستور لا واقع لها لا قدر الله، ولكنه مخطط فاشل بإذن الله فمصر ستظل إسلامية طالما في مصر مسلمون مخلصون.
نسأل الله أن يحفظ جميع بلاد المسلمين من كل مكروه وسوء.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ممدوح اسماعيل (المصريون)

مواد ذات الصله

المقالات

المكتبة