ماذَا عن الحَجِّ، عنْ أيَّامِهِ الحُــرُمِ وعَنْ (ضيوفٍ) أتوْا من صَفْوَة الأُمَم؟
الحَجُّ مدرسةٌ ، جَمٌ فَوائِدُهـــا تُهَذّبُ النفسَ بالأخــلاقِ والقِـيَم
الحَــجٌ مؤتمرٌ تصْفو النفُوسُ بهِ كَمْ فيه من حكمةٍ تَسـْموُ على الحِكَم!
فيه تبــادل آراء ومنفعَــةٌ فهذه نَفَحَـاتٌ الجـودِ فاغتـــنم
الحَــجُ مؤتمرٌ سَــامٍ ومُجْتَمَعٌ فيه السْمُوُّ وفيهِ غَايَةُ العـــــِظَم
هَا هم (ضُيوفكَ) يا رباهُ قد وفَدُوا (شُعثاً وغُبْراً) منَ الأتعــابِ والألم
ها همْ (ضيوفكَ) قد خفّوا على أملٍ بالعـفوِ يا بَاريءَ الأكوانِ والنَسَـم
مِنْ كل فج عَميقٍ نحوه هُرِعُوا تَحفَّهُمْ عَيــــْنُ ذي الآلاءِ والنِعَم
(لبيكَ لبيكَ) يا ربَّ الحجيج فقدْ أتَوْكَ بالحـــبِّ والأشواقِ كالضَرَم
يرجونَ من ربهمْ عفواً ومغفرةً وأنْت تَغمُرهُمْ بالـــفضلِ والكَرَم
فلو تراهُمْ ولحنُ الحُبِّ يَنْظِمُهم والدمــــعُ ما بَيْنَ منهلٍّ ومُنْسَجِم
الحجُّ تكفيرُ ذنبٍ وابتغاءُ رضَا يُطَهّرُ النـــــفسَ تَطهيراً من اللَمم
تَبَـارَك الله نَعْصيهِ فيستُرنـا ونَسْـــــتًجِيرُ به في أحْلَكِ الأَزم
تَبَاركَ الله ما أسمى عـوائده يجودُ بالعفوِ والغـــفرانِ والنِعــَم!
فهو المجيبُ لمضطَّرٍ بدعـوتهِ وهو المعيـــنُ لنا في المَوْقِفِ العَـمِم
وهو المفرّجُ من ضيقٍ ومن كَدَرٍ وهو السميعُ لِمنْ يدعوهُ في الــظُلَم
وكَم تجلّى علينا بالرضى كَرماً فهلْ رأيتَ كجودِ اللهِ في العــــِظَم؟
يا رب نرجوكَ كَشْفَ الضرِّ يا سند يا كاشفَ الكَرْبِ داوِ القَلْبَ من سَقَم
إنا عَبيدُكَ حَاشَا أن تُخيِبّنا وأن تَحـــلُّ علينا وابلَ النِقـــَم
ها قد دعوناكَ يا اللهُ عنْ ثقةٍ بأنَّ مَنْ لاذَ حَقاً في حِمَاكَ حـــُمِى
سدّد خُطانا ووفقْنا لنيل رضَا واهدِ القُلوبَ إلى الإيمانِ والــــحِكَم
جِئنَاكَ يا ربِّ والأوزارُ تُثْقِلُنَا فَمَنْ سِوَاكَ لكَشْفِ الضُـــرِّ والسَقَم؟
وهذهِ (عَرفاتٌ) كلُّها كَرَمٌ واللهُ فَضَّل هذا اليومَ بالنِعـــــَم
صلّى الإلهُ [ على الماحي ] وعِتْرَتِهِ ما دامَ يَهْفُو (ضيوفُ اللهِ) للــــحَرَم