الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الأولى بصديقكم أن ينسق مع جلسائه، ويحرص على استشارتهم وحضهم على السماع للقرآن، فإذا وافقوا له على فتحه فتح، وإذا طلبوا منه التأخير قليلاً حتى يكملوا الموضوع الذي كانوا يتحاورون فيه انتظرهم حتى يتموه، وأما إن لم يكن هناك تنسيق بينهم فهذا خلاف الأولى لما يؤدي له أحياناً من التنافر بينهم، وربما ينفر بعضهم من القرآن أو يقول ما لا يليق، ثم إنا لم نعلم ما يدل على منع فتحه للقرآن إذا رغب هو سماعه أو إفادة الحاضرين به ما لم يكن بينهم نائم يتأذى بالصوت، أو كان فيهم مصل أو قارئ للقرآن، وأما الجلساء فيسن لهم السماع عندما يفتح القرآن، ولا يجب. وهذا هو مذهب الجمهور، وأوجبه الأحناف.
وأما فتح الكاسيت في غرفة لا يوجد بها أحد فلا حرج فيه لأنه قد يعين على طرد الشياطين من البيت، وراجع في ذلك الفتاوى ذات الأرقام التالية: 44979، 22205، 5256، 30521، 26218، 34160، 28324، 74654.
والله أعلم.