الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإننا نحمد الله تعالى أن وفق الأخ السائل للتوبة ونبشره بقول الله تعالى : قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر: 53} ,واعلم أن التوبة تجُبُّ ما قبلها وتمحو الذنوب السابقة، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : التائب من الذنب كمن لا ذنب له . رواه ابن ماجه وحسنه الألباني ، وانظر لزاماً الفتوى رقم : 57184 .
وأما ما يتعلق بنذر صيام سنة كاملة.. فاعلم أولاً أن النذر في أصله مكروه؛ لما رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النذر وقال : إنه لا يرد شيئاً ، إنما يستخرج به من البخيل . هذا في إنشاء النذر وابتدائه ، وأما إذا نذر فإنه يلزمه الوفاء به إلا أن يكون نذر معصية؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : من نذر أن يطيع الله فليطعه ، ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه . رواه البخاري
وأما نذر صيام سنة كاملة بما في ذلك أيام العيد وأيام التشريق.. فاعلم أنه يحرم صوم يوم العيد؛ لما رواه البخاري في صحيحه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم الفطر والنحر . وكذلك يحرم صوم أيام التشريق إلا عن دم متعة وقران للحاج ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : أيام التشريق أيام أكل وشرب . رواه مسلم
فلا يجوز لك صوم يومي العيدين وأيام التشريق ، ولا يحرم صوم غيرها من أيام السنة ، وانظر الفتوى رقم : 2231 ، حول ما يلزمك نحو ما أفطرته من رمضان عمداً من غير عذر .
والله أعلم .