الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الشعر كلام -كما قال الشافعي- حسنه حسن وقبيحه قبيح، فما كان منه في خدمة الإسلام والمسلمين تجوز كتابته وقراءته بل قد تكون مستحبة، وما كان من الشعر مشتملاً على دعاية للفجور أو الإلحاد أو إغواء الناس فإنه محرم، وما لم يكن كذلك فهو من اللغو والفضول الذي يتعين تركه والاستغناء عنه بتلاوة وحفظ القرآن والسنة وتدبر معانيهما.
وأما كتب التاريخ التي تتحدث عن تاريخ وحياة السلف، ولم تكن من مرويات أهل الدس والكذابين فإنها تجوز قراءتها، ومثلها كتب تواريخ الأمم الأخرى إن أراد القارئ الاعتبار بحالهم ولم يخش التأثر بعاداتهم وتقاليدهم فلا حرج في قراءتها، ومن الكتب المهمة في هذا المجال المفيدة لمن قرأها البداية والنهاية لابن كثير، وتاريخ دمشق، وتاريخ بغداد، وسير إعلام النبلاء للذهبي، وحياة الصحابة إضافة إلى كتب السير وقصص الأنبياء.
وما يقال في الشعر يقال قريب منه في كتب الأدب، فما كان يشتمل على الحث على مكارم الأخلاق والحض على الكرم والشجاعة وغير ذلك مما يفيد فهو مباح، وما كان منها مشتملاً على قصص أهل المجون والعشق وما أشبه ذلك فيتعين البعد عنه والاستغناء عنه بما يفيد.
وأما كتب الفلسفة فإن كنت تعني بها الكتب التي تتحدث عن الإلهيات مثل كتب فلاسفة اليونان ومن خلفهم مثل الفارابي والكندي وابن سينا فإنها تحرم قراءتها لما فيها من الإلحاد؛ إلا لمن أراد الرد عليهم وكان أهلا لذلك، وأمن على نفسه من أن تلوث أفكارهم عقله.
وأما الروايات البوليسية فإن في بعضها حضا على العنف والإجرام والحب والغرام، وباقيها أغلبه لغو ليس فيه فائدة، وراجع للمزيد فيما تقدم، وفي الجواب عن موضوع السياحة والمتاحف والآثار الرومانية الفتاوى ذات الأرقام التالية: 33891، 36091، 50691، 56137، 63486، 53139، 18243، 62306، 51877، 38746، 2480، 19570، 32358.
والله أعلم.