السؤال
هل يجوز الاستماع إلى (الشلات) والتي تطرح في الأسواق وهي شبيهة بالأغاني المحرمة حيث إن بعضها يحتوي على كلام فاحش بوصف الحالة الجسمية للمرأة... وكذلك... إلخ، كما هو في الغناء المحرّم ولكن الفرق هنا هو أن الشلات قد لا تحتوي على موسيقى أو قد تحتوي عليها ولكن غير مطربة، علماً بأن الشلات الذين يرددونها هم المغنون والمغنيات، وأشرطتها تباع في أسواق الأغاني وأهل المجون؟ مثال للشلات على الرابط.
http://song1.6rb.com/sh/3aithah/3aithah-alkhlayeg.ram
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الشعر الغزلي المشتمل على وصف محاسن النساء من غير فحش لا يحرم سماعه فقد استمع النبي صلى الله عليه وسلم إلى كعب بن زهير وهو ينشد قصيدته (بانت سعاد) كما في مستدرك الحاكم، وفيها وصف محاسن المرأة حيث يقول فيها:
وما سعاد غداة اليين إذ برزت
ألا أغن غضيض الطرف مكحول
هيفاء مقبلة عجزاء مدبرة
لا يشتكي قصر منها ولا طول..
وقد أنشد عمر بن أبي ربيعة قصيدته الرائية بحضرة ابن عباس وحفظها ابن عباس وأعادها في المجلس كما في تاريخ مدينة دمشق.
ولكنه يجب التنبيه لبعض الأمور:
منها أن الغناء المشتمل على الموسيقى محرم على الراجح لما قدمناه في الفتوى رقم: 54439، والفتوى رقم: 54316.
وقد بسط الأدلة في ذلك الشيخ الألباني في كتابه تحريم آلات الطرب فليراجع، ومنها أن سماع الشعر الغزلي السالم من الفحش والموسيقى يشترط فيه ألا يكون التغزل فيه بامرأة معينة لأن التغزل بالمرأة المعينة محرم لما قد يجره من تعلق الرجال بها وانتهاك أعراض الناس، إلا إن كان من رجل لزوجته أو جاريته ولا يحل له إسماعه للرجال الأخرين، قال الناظم:
وعد من محرمات الألسنه * تغزل بامرأة معينه
ويدل لحرمته ما في حديث البخاري: لا تباشر المرأة المرأة فتنعتها لزوجها كأنه ينظر إليها.
ويشترط فيه كذلك أن لا يكون فيه ما يغري بالفاحشة والرذيلة، ومنها أن المسلم عليه أن يستخدم فراغه وطاقته فيما يفيد من التسلية الممتعة كقراءة قصص الأنبياء وسير السلف، وسماع أشرطة القراء المجيدين وهي متوفرة والحمد لله، أو برياضة تقوي جسمه، ولا يشتغل بالسماع الذي قد يؤدي به لسماع ما هو محرم منه كالمشتمل على الموسيقى.
والله أعلم.