الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الآيات الأوائل من سورة الفاتحة إلى قوله نستعين، تتضمن حمد الله والثناء عليه وتمجيده وإفراده وحده بالعبادة والاستعانة به، ثم يأتي بعد ذلك الدعاء اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ .
فعلى المسلم أن يلاحظ هذا في صلاته وفي قراءته هذه السورة ، بحيث يتفهم وهو يقرأ هذه السورة أنه يحمد الله ويثني عليه ويمجده، ويقر أمامه بأنه يفرده بالعبادة والاستعانة به، ثم يطلب منه الهداية إلى الصراط المستقيم، وهذا من عظيم فضل الله، حيث يعلمنا كيف ندعوه بعد أن نثني عليه ونمجده، ومن هنا كان من آداب الدعاء وأسباب الإجابة عند بداية الدعاء حمد الله أولا، ثم الصلاة على نبيه صلى الله عليه وسلم ، والدعاء بعد قراءة الشطر الأول من الفاتحة بنية الثناء على الله هو من هذا القبيل، أي من الإتيان بأسباب قبول الدعاء قبل البدء به، وإن كان ذلك بنية قراءة القرآن، فغاية ما فعل أنه قرأ أول الفاتحة ولم يكملها ثم دعا لنفسه بما أحب ولا شيء في ذلك، فقد ورد في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم قبل قراءة الفاتحة في صلاة الليل: اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون. رواه مسلم وغيره.
ففي هذا الدعاء آية من كتاب الله تعالى قبل الدعاء وهذا كثير.
وللفائدة طالع الفتويين التاليتين: 13714، 17793.
والله أعلم.