الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يشرح صدرك، وأن ينور قلبك، ويلهمك رشدك، ويقيك شر الشيطان وشر نفسك. آمين.
اعلم رحمك الله أنك واقع في مجموعة من كبائر الذنوب الكفيلة بأن تردي من يقوم بها في نار جهنم إن لم يتداركه الله برحمته، فتب من الآن ما دام في العمر فسحة، واحذر فجأة الموت، فإنه يأتي بغتة، وبعده جنة نعيم أو نار جحيم ولن تصبر والله على حر جهنم. واعلم أنك بفضل الله فيك بقية من خير، وما زلت متمسكا بأصل الإيمان الذي نرجو من الله أن يزداد توهجه في قلبك فتستقيم جوارحك، فتب الآن واندم على ما فرطت في جنب الله تعالى، وأقم الصلاة على وقتها واحذر من تركها، فإن تاركها على شفا هلكة. وانظر الفتوى رقم: 6061.
واتق الله في أقوالك وأفعالك، واحذر الكذب فإنه يهدي إلى الفجور، والفجور يهدي إلى النار، أعاذك الله منها، ولا يكون المؤمن كذابا أبدا. واحذر من قطيعة الرحم، فإن الجنة لا يدخلها قاطع رحم. وانظر الفتويين: 13912، 18350.
هذا، واجتهد في ترك العمل في دبي إن كنت لا تستطيع أن تلتزم بشرع الله تعالى، وابحث عن عمل في مكان آخر تقل فيه أساب الغواية لتحافظ على إيمانك، واستعن بالله فسيرزقك خيرا منه إذا صدقت معه، ولا تستسلم لشهواتك وغض بصرك عما حرم الله، وتعفف، واعلم أن جميع لذات الدنيا وشهواتها ينساها العبد مع أول غمسة يغمسها في نار جهنم، وانظر الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 1602، 26511، 16688 واعلم أنه تجب عليك المبادرة إلى الزواج فتعف به نفسك عن الحرام، ولا عذر لك في تأخير الزواج فلا ترهق نفسك وتكلفها فوق ما تطيق من تكاليف العرس، فالأمر أهون مما تظن، وإن لم تقبل خطيبتك الحالية بالزواج السريع على أي حال فاتركها والنساء سواها كثير، واظفر بصاحبة الدين التي تعرف أن أعظم النكاح بركة أيسره مؤنة.
وإذا صادفت امرأة فتعفف واصرف بصرك عنها، وتذكر نظر الله إليك ومقته لمن يعصيه ويمد عينيه إلى ما ينهاه عنه، وتذكر الحور العين اللاتي ادخرهن الله لمن صبر عن شهوات الدنيا الفانية. واسأل الله تعالى أن يرزقك الهداية والعفاف وأن يعجل بزواجك، فقد قال صلى الله عليه وسلم: ثلاثة حق على الله عونهم.. وذكر منهم الناكح يريد العفاف. رواه البيهقي.
هذا، وننصحك باتخاذ رفقة صالحة من الشباب المؤمن الطاهر، فإن صحبتهم من أعظم المعينات بعد الله على الاستقامة والثبات على دينه تعالى، فاعبد الله معهم وتعاون معهم على الخير، واطلب العلم النافع، واستغفر الله وأكثر من ذكره في كل وقت، وحافظ على الأذكار الموظفة التي تقال في الصباح والمساء وبعد الصلوات وعند النوم، وتجدها وغيرها في كتاب حصن المسلم للقحطاني، فاجعل لك وردا من كتاب الله تعالى تقرؤه يوميا بتدبر، وذلك من أهم أسباب محبة الله تعالى لك.
هذا، وننصحك باستماع الأشرطة الدينية المسجلة وهي متوفرة بحمد الله على شبكة الإنترنت، ومن أهم ما يسمع: محاضرة بعنوان: "توبة صادقة" للشيخ سعد البريك، وشريط "واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله" للشيخ محمد محمد المختار الشنقيطي، وشريط "جلسة على الرصيف" للشيخ سلمان العودة، وشريط "على الطريق" للشيخ علي القرني، وانظر الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 10800، 6603، 36423.
والله أعلم.