الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن زكاة الفطر لا بدّ فيها من النية، والظاهر من سؤالك أنك قد نويت زكاة الفطر عند إخراجها، فإن النية أمرها سهل، فهي مجرد قصد الفعل، ومحلها القلب، وقد ذكرنا تفصيل ذلك في الفتوى: 379579.
كما أن تعجيل زكاة الفطر قبل يوم العيد محل خلاف بين أهل العلم، فمنهم من أجاز تقديمها قبل يوم العيد بيومين، فقط، ومنهم من أجاز تعجيلها بأكثر من ذلك.
جاء في المغني لابن قدامة: وجملته أنه يجوز تقديم الفطرة قبل العيد بيومين، لا يجوز أكثر من ذلك، وقال ابن عمر: كانوا يعطونها قبل الفطر بيوم، أو يومين، وقال بعض أصحابنا: يجوز تعجيلها من بعد نصف الشهر، وقال أبو حنيفة: ويجوز تعجيلها من أول الحول، لأنها زكاة، فأشبهت زكاة المال، وقال الشافعي: يجوز من أول شهر رمضان، لأن سبب الصدقة الصوم، والفطر عنه، فإذا وجد أحد السببين جاز تعجيلها كزكاة المال بعد ملك النصاب. اهـ.
فزكاة فطركِ إذًا مجزئة عند جماعة من أهل العلم -كما رأيتِ- ولا داعي لإخراجها مرة أخرى.
وبخصوص المبلغ الذي كنتِ تخرجينه كل شهر على أنه صدقة، فإنه يعتبر صدقة كذلك حسب نيتك.
أما زكاة المال: فإنها تجب إذا توفرت شروط وجوبها، ولا بدّ فيها من النية وقت إخراجها، وعن كيفية زكاة الراتب الشهري راجعي الفتوى: 128619.
وانظري لمزيد الفائدة الفتوى: 60034
والله أعلم.