الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله -عز وجل- أن يصلح حال زوجك، ويصلح ما بينك وبينه، ويحفظ للأسرة استقرارها، وتماسكها، ويجعل البركة في ذريتكم.
ويتبين من خلال ما ذكرت أن الأمر قد قام في الأساس على شك وسوء ظن، وقادك ذلك إلى التجسس، ولا يجوز التجسس بمجرد الظن إلا إذا كانت هناك أمارات وآثار تدل على ارتكاب معصية أو جريمة يخشى فوات استدراكها بعدم التجسس ونحو ذلك من الأسباب، وانظري تفاصيل ذلك في الفتوى: 30115، والفتوى: 70169.
ولا يجوز لك هجره، أو الامتناع عن إجابته للفراش، فإن المرأة مطلوب منها شرعا إجابة دعوة زوجها إلى الفراش، وعدم الامتناع إلا لمسوغ شرعي، وراجعي الفتوى: 242884.
ووجود هذه الرسائل قد تكون مؤشرا لنوع من المرض النفسي، والحل ليس في الهجر، ولكن بأن تعيني زوجك في سبيل التخلص من هذا الميل والشعور، ومن أفضل العلاج المحافظة على الصلاة، فقد قال الله سبحانه: اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ {العنكبوت:45}.
هذا بالإضافة إلى بقية الأعمال الصالحة التي تزيد الإيمان؛ كالذكر، وتلاوة القرآن.
ومن الأفضل أن تجتمعي وزوجك والأولاد في حلقة للتعلم، وتلاوة القرآن، ويمكن الاستفادة من كتاب رياض الصالحين لقراءة بعض الأحاديث. فجانب التربية الإيمانية من أحسن سبل العلاج، وإن تبين أنه في حاجة لمعالج نفسي، وأمكنك إقناعه بالذهاب إليه، فهو أمر حسن، وينبغي تحري الثقات وذوي الخبرة.
وننبه إلى أهمية حسن العشرة بين الزوجين، وقيام كل منهما بما يجذب الآخر إليه من الزينة، والطيب، والملاطفة، ونحو ذلك؛ ليشبع كل منهما غريزة الآخر العاطفية، ورغبته الجنسية، فلا يلتفت إلى تحقيق ذلك من طريق غير مشروع، ولا يرضي الله تعالى.
وبقي أن نجيب عن سؤالك عن قبول صومك مع مخاصمتك لزوجك، فنقول: إن أمر القبول من عدمه إلى الله -عز وجل-. وما يمكننا قوله هو أن هذه المخاصمة لا تؤثر على صحة الصوم؛ فقد ذكر أهل العلم مفسدات الصوم، وهذه ليست منها، وكذلك المخاصمة ليست مانعا من القبول، والمرجو أن يكون صومك مقبولا بإذن الله تعالى.
والله أعلم.