الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما ذكرت لا يفطر الصائم، ولا يزمك منه شيء، لأن ابتلاع الريق لا يفسد الصوم إلا بتعمد ابتلاعه بعد خروجه خارج الفم، كما بينا في الفتوى رقم: 67622.
ولا يجب عليك غسل الفم من اللعاب، لأنه طاهر، وانظري الفتوى رقم: 28486.
والذي يفطر الصائم إنما هو تعمد فعل ما يفسد الصوم، فإن كان نائما أو ناسيا لم يفسد الصوم، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إذا نسي فأكل أو شرب، فليتم صومه، فإنما أطعمه الله وسقاه. متفق عليه.
وقوله صلى الله عليه وسلم: رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يحتلم، وعن المجنون حتى يفيق. رواه أبو داود وغيره.
وقال ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ في مجموع الفتاوى: لو فعل الصائم شيئاً من هذه المفطرات بغير إرادة منه واختيار فصومه صحيح.
وعلى ذلك؛ فإن صومك صحيح ـ إن شاء الله تعالى ـ ولا يلزمك غسل اللعاب إلا إذا كان ذلك بقصد النظافة.
ونوصيك بالحذر من الوساوس والاسترسال فيها، فهي بلاء عظيم إذا تمكنت من الإنسان, وليس لها علاج إلا الإعراض عنها تماما، وعدم الالتفات إليها مطلقا.
والله أعلم.