الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يفرج كربكم، وييسر أمركم، وأن يعينكم على ما فيه رضاه، ثم اعلم أن الإقامة في بلاد الكفار تارة تكون محرمة، وذلك إذا لم يقدر الشخص على إقامة شعائر دينه، أو خشي على نفسه من الفتنة، وتارة تكون جائزة مع الكراهة، وذلك حيث قدر الشخص على إقامة شعائر دينه، وأمن على نفسه الفتنة، وانظر التفصيل في الفتوى رقم: 149695.
وإذا علمت هذا؛ فجواب سؤالك ينبني على هذين الحالين: فإن كنت لا تقدر على إقامة شعائر الدين في هذا البلد الكافر، أو كنت تخشى على نفسك الفتنة، فلا تجوز لك الإقامة هناك، ولا طاعة لوالديك في هذا الأمر؛ لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
وأما إن كنت تقدر على إقامة شعائر الدين، ولا تخشى على نفسك الفتنة، فننصحك بطاعة والديك، فإن طاعتهما -والحال هذه- أوكد من ترك المكروه -الذي هو الإقامة في بلاد الكفار-، وانظر الفتوى رقم: 310078 وما فيها من إحالات.
والله أعلم.