الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا شك أن الاستماع إلى الأغاني المحرمة أو تشغيل آلتها محرم سواء كان من التلفاز أو من غيره، كما تقدم في الفتوى رقم: 20951.
أما الاستماع للقرآن الكريم فهو عبادة ترجى لصاحبها الرحمة؛ كما قال تعالى: وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ {الأعراف:204}
ولا ينبغي لمن له رغبة في الرحمة أن يشغله عنه مباح فكيف بمحرم!! وجمهور أهل العلم على سنية الإصغاء عند سماع القرآن، كما تقدم في الفتوى رقم: 127328، والفتوى رقم: 22205.
وعليه؛ فإن من يشغل الأغاني مع القرآن الكريم في نفس الوقت يقع في عدة مخالفات:
أولها: سماع الأغاني وهو محرم؛ كما قدمنا.
وثانيها: عدم الإصغاء والتدبر لما يتلى من آيات الله، وقد قال بعض أهل العلم بوجوب الإصغاء؛ كما أشرنا في الفتوى الثانية المحال عليها قبلُ.
وثالثها: عدم الأدب مع القرآن الكريم بتشغيل الأغاني متزامنة معه.
فهذه المخالفات توقع صاحبها في الإثم لكنها ليست مكفرة، وإنما هي ذنوب وآثام، وعلى من فعلها أن يتوب إلى الله منها.
مع التنبيه إلى أن ما قلناه يخص من يجلس أمام التلفاز مستمعا للأغاني والقرآن يتلى في نفس الوقت بحيث يسمعه، أما من وصل إليه صوت هذه الأغاني المصحوبة بالمعازف وكان في المسجد أو في غيره يستمع للقرآن أو لا فلا لوم عليه في ذلك.
ولمزيد الفائدة راجع الفتاوى التالية أرقامها: 72954، 14575، 30521، 126225.
والله أعلم.