الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد روى الطبراني من طريق سليمان بن شهاب: قال نزل علي عبد الله بن المعتمر ـ وكان صحابيا ـ فحدثني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: الدجال ليس به خفاء يجيء من قبل المشرق فيدعو إلى الدين فيتبع ويظهر، فلا يزال حتى يقدم الكوفة فيظهر الدين ويعمل به فيتبع ويحث على ذلك، ثم يدعي أنه نبي فيفزع من ذلك كل ذي لب ويفارقه، فيمكث بعد ذلك فيقول أنا الله....الحديث. وقد ضعفه الحافظ ابن حجر في فتح الباري.
ومع ذلك، فقد قال قبل إيراده للحديث المذكور: وأما الذي يدعيه: فإنه يخرج أولا فيدعي الإيمان والصلاح، ثم يدعي النبوة، ثم يدعي الإلهية.
وقال السفاريني في لوامع الأنوار البهية: وأول خروجه يدعي الإيمان والصلاح ويدعو إلى الدين فيتبع ويظهر فلا يزال حتى يقدم الكوفة فيظهر الدين ويعمل به فيتبع ويحب على ذلك، ثم يدعي الإلهية، فيقول أنا الله فتغشى عينه وتقطع أذناه ويكتب بين عينيه كافر، فلا يخفى على مسلم، فيفارقه كل أحد من الخلق في قلبه مثقال ذرة من الإيمان ـ هكذا رواه الطبراني.
وقد سئل العلامة ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ ما هي دعوة الدجال؟ فأجاب: ذكر أنه أول ما يخرج يدعو إلى الإسلام ويقول: إنه مسلم، وينافح عن الإسلام، ثم بعد ذلك يدَّعي النبوة وأنه نبي، ثم بعد ذلك يدعي أنه إله! فهذه دعوته نهايتها بداية فرعون وهي ادعاء الربوبية. انتهى.
فالحاصل أنه لا يدعي الربوبية مباشرة، بل أولا يدعي الصلاح ثم النبوة ثم الربوبية، وعلى فرض صحة هذا الحديث ـ حديث عبد الله بن المعتمر ـ فلا يعارض ما ورد في قصة تميم الداري، وهي المشهورة بحديث الجساسة والذي رواه مسلم وغيره ففي حديث الطبراني مزيد بيان عن حال الدجال، ولمزيد الفائدة نرجو مطالعة الفتاوى التالية أرقامها: 117598، 9300، 32859.
والله أعلم.