الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا لم تقصد اليمين بقولك والله، فالظاهر أن ما جرى منك يعتبر من لغو اليمين الذي لا كفارة فيه، قال الله تعالى: لا يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِيَ أَيْمَانِكُمْ وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ {البقرة:225}، وفي الآية الأخرى: لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَانَ.. {المائدة:89}، وقد اختلف في تعريف لغو اليمين فقيل: هو أن يحلف على الشيء يظنه كما حلف، فيتبين خلافه، وقيل: هو ما جرى على لسان المتكلم بلا قصد. وقد سبق أن بينا ضابط لغو اليمين في الفتوى رقم: 6644.
لكن ما قلت لصديقك من أنك تدعو لهم كل يوم وليس كذلك يعتبر كذبا فتجب منه التوبة إلى الله تعالى؛ لأن الكذب كما هو معروف- هو الإخبار بخلاف الواقع، وهذا ينطبق على ما أخبر به السائل صديقه وعليه فهو كذب محرم، وليحذر من الكذب فإنه من كبائر الذنوب، وقد حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : إياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور، والفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابا. رواه أحمد. وأصله في الصحيحين.
وإن كنت تقصد اليمين بقولك والله، وأنت تعلم أنك لا تدعولهم كل يوم فهذا من الحلف على الكذب، واليمين هنا هي اليمين الغموس، وقد سبق بيان ما يجب في ذلك في الفتوى رقم : 7228.
والله أعلم.