الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالذي ننصحك به ونرى أنه الأسهل عليك والأرفق بك فضلا عما فيه من الاحتياط هو أن تجعل يوما معينا من الحول الهجري وهو اليوم الذي بلغ فيه مالك نصابا، ثم تزكي جميع ما تملكه من نقود في هذا اليوم كل سنة، سواء ما حال عليه الحول منها أو ما لم يحل عليه الحول، وإذا جاء هذا اليوم من كل سنة فإنك تنظر إلى ما تملكه من مال فتزكيه، وأما ما عليك من ديون فإن كان لك عروض لا تحتاج إليها تفي بسداد هذه الديون فلا تخصمها من المال الواجب زكاته، وأما إن لم يكن لك من العروض ما تجعله في مقابلة الدين فاخصم هذا الدين من مال الزكاة على ما هو أعدل الأقوال عندنا، وإن أردت استقصاء الحكم ومعرفة كيفية تزكية هذا المال المستفاد مع بيان خلاف العلماء على وجه التفصيل فانظر الفتوى رقم: 136553 وما فيها من إحالات.
ولبيان خلاف العلماء في خصم الدين من الزكاة انظر الفتوى رقم: 124533
وإذا كنت تنفق من هذا المال في أثناء الحول فالأحوط أن تجعل المنفق من المستفاد لاحقا، فتحتاط وتعمل بما هو أبرأ للذمة، والأتم في الاحتياط والأرفق بك والأحظ للفقراء بلا شك هو العمل بقول الحنفية، وانظر للفائدة الفتوى رقم: 144581، ففيها بيان ما يفعله من ينفق من المال المستفاد في أثناء الحول.
والله أعلم.