الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، وبعد:
فقد أحسنت بعودتك من تلك البلاد، فإن الإقامة في بلاد الكفر لا تخلو من مخاطر على المسلم في دينه ودنياه، ولا سيما الفتاة، فنسأل الله تعالى أن يثيبك على ذلك خيرا، وأن ييسر أمرك، ويفرج كربك، وأن يرزقك سعادة الدنيا والآخرة، وننصحك بعدم الالتفات إلى من يحثك على العودة إلى هنالك، وراجعي الفتوى رقم: 2007. ونوصيك بحسن الظن بالله تعالى والثقة فيه بأنه سيبدلك خيرا مما تركت، فقد قال تعالى: ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب {الطلاق: 2ـ3}.
وثبت في مسند أحمد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إنك لن تدع شيئا ابتغاء الله إلا آتاك خيرا منه. والله سبحانه إذا وعد فإنه لن يخلف وعده، ولكن الإنسان يستعجل، ثم إن الله تعالى أعلم بما هو أصلح لعبده، فقد يدخر له شيئا من أجر الدنيا إلى الآخرة لعلمه بأن ذلك أنفع له، وانظري الفتوى رقم: 58095.
وههنا توجيه نبوي كريم لمن يبحث عن تفريج هموم دنياه، روى ابن ماجة عن عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال: سمعت نبيكم صلى الله عليه وسلم يقول: من جعل الهموم هما واحداً هم آخرته كفاه الله هم دنياه، ومن تشعبت به الهموم في أحوال الدنيا لم يبال الله في أي أوديتها هلك.
وعليك بالصبر فعاقبة الصبر إلى خير ـ بإذن الله ـ وراجعي في فضله الفتوى رقم: 18103.
ومن أسباب تحصيل سعادة الحياة مصاحبة النساء الخيرات، وحضور مجالس العلم والذكر ليزداد الإيمان وتحل بالقلب تقوى الرحمن.
والله أعلم.