الإجابــة:
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فعلى قول من يرى أن ترك الصلاة ولو كسلا كفر أكبر مخرج من الملة، فإن من لا يصلي حكمه كحكم الكافر، يثاب على عمله في الدنيا بالصحة والعافية والمال ونحو ذلك، وإذا بقي كافرا حتى مات على الكفر حبطت أعماله فلا يثاب عليها في الآخرة؛ لأن الكفر محبط لجميع الأعمال؛ كما قال تعالى { وَمَا مَنَعَهُمْ أَن تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلاَّ أَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ ... } التوبة: 55. وكما قال تعالى { وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ } الزمر: 65. ولقول الله تعالى {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا } الفرقان: 23.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية عن عمل الكفار: وَمَا فَعَلُوهُ مِنْ خَيْرٍ أُثِيبُوا عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا، فَإِنْ مَاتُوا عَلَى الْكُفْرِ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الْآخِرَةِ، وَإِنْ مَاتُوا عَلَى الْإِيمَانِ فَهَلْ يُثَابُونَ عَلَى مَا فَعَلُوهُ فِي الْكُفْرِ. فِيهِ قَوْلَانِ مَشْهُورَانِ. وَالصَّحِيحُ أَنَّهُمْ يُثَابُونَ عَلَى ذَلِكَ؛ لِقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِحَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ: أَسْلَمْت عَلَى مَا أَسْلَفْت مِنْ خَيْرٍ. وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ النُّصُوصِ ... اهـ.
وقد ورد ما يدل على أن تارك الصلاة لا يقبل منه عمل كما بيناه في الفتوى رقم:
112176. وأما هل تعود إليه حسناته إن صلى؟ فانظر لذلك الفتوى رقم:
157527بعنوان التائب هل يعود إليه ثواب أعماله التي حبطت. والفتوى رقم:
139607عن أعمال الكافر الحسنة قبل إسلامه، رؤية شرعية.
والله أعلم.