الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الله تعالى قد حرم سوء الظن وبين أنه إثم، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ {الحجرات: 12} .
وهو إثم يجر إلى آثام، ولذا أعقبه بقوله سبحانه: وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ {الحجرات:12}.
فلا يجوز للزوجة اتهام زوجها بعمل السحر لها من غير بينة، والأصل في المسلم حمل أمره على السلامة حتى يتبين خلافها، والتجسس محرم وإثم عظيم. فإن كانت زوجتك قد حصل منها ما ذكرت فهي عاصية لربها ومسيئة لزوجها إساءة بالغة.
فينبغي أن تنصحها وتذكرها بالله تعالى وبسوء عاقبة مثل هذه التصرفات التي تصدر منها، لعلها يصلح حالها وتتوب إلى الله. ولا تنس أن تدعو الله لها بخير.
والأدهى والأمر أن تقع مثل هذه الظنون السيئة والتصرفات القبيحة من البنات في حق والدهن، فإن هذا يؤدي إلى العقوق إن لم يكن عقوقا.
والعقوق كبيرة من كبائر الذنوب يجب عليهن الحذر منه، وينبغي نصحهن بذلك. وراجع في العقوق الفتوى رقم: 107035.
وما ذكرت عن زوجتك من تركها للحليب حتى يفسد يعتبر نوعا من السفه والتبذير وإضاعة للمال، وهذا أمر محرم، وراجع فيه الفتوى رقم: 148527. فيجب عليها التوبة من ذلك.
وعلى كل فإننا نوصيك بالصبر عليها والسعي في إصلاحها، وإن أصابتها وساوس فهذا نوع من المرض قد يحتاج فعلا إلى علاج ومراجعة الثقات من الأطباء النفسيين فحاول إقناعها بذلك. والرقية الشرعية نافعة على كل حال بإذن العزيز الغفار.
والله أعلم.