السؤال
أنا شخص عصبي سريع الغضب في بعض الأحيان أرفع صوتي على أمي عندما أنفعل وأغضبها ثم أندم كثيراً بعد ذلك وهي بدورها تدعو علي ثم لما أطلب منها السماح والعفو تسامحني وتندم لدعائها عليّ، فأرجوكم أفيدوني كيف لي أن أتوب على ما صدر مني وكيف أحسن لأمي، وهل في ذلك توبة.. هل يمسح الله لي ذنوبي إن طلبت العفو والسماح من أمي، ثم لما الأم ترضى على ابنها وتسامحه عما صدر منه هل يمحو الله له ذنوبه وعقوقه لأمه حتى وإن كانت الأم قد دعت عليه قبل أن تسامحه، فأرجوكم أفيدوني وطمئنوني والله أشعر بحسرة وندم كبير والأمر يشغلني كثيراً.
الإجابــة
خلاصة الفتوى:
رفع الصوت على الأم من العقوق الذي هو كبيرة من كبائر الذنوب، وعلى العبد أن يبادر بالتوبة النصوح منه إلى الله تعالى، وطلب العفو والسماح... من أمه، فإن التوبة تمحو ما قبلها والتائب من الذنب كمن لا ذنب له.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما دمت تعلم طبيعتك وسرعة غضبك... فإن عليك أن تكف لسانك وتحذر من الغضب وأسبابه وما يؤدي إليه، ففي صحيح البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يزل بها في النار أبعد مما بين المشرق والمغرب. وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الغضب وما يترتب عليه فقال للذي سأله الوصية "لا تغضب" فردد عليه مراراً وفي كلها يقول له: لا تغضب. الحديث رواه البخاري. ولذلك فإن عليك أن تحذر من رفع الصوت على أمك فإن ذلك من العقوق لها، وخاصة في حالة الغضب فقد تتكلم بالكلمة من غضب الله تعالى لا تلقي لها بالاً تكون سبباً في هلاكك نسأل الله العافية، وقد قال الله تعالى في شأن الوالدين: .... فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا {الإسراء:23}.
وعليك أن تبادر بالتوبة النصوح إلى الله تعالى لعل الله تعالى يغفر لك ويتوب عليك فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، وعلى الأم أن تحذر من الدعاء على ولدها فإن دعاء الوالدين مستجاب، كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 70831. وإذا تاب الابن إلى الله تعالى من عقوقه وسامحته أمه فإن التوبة تمحو ما قبلها، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له.
والله أعلم.