الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالله عز وجل قد يبتلي عبده بسبب الذنوب التي وقع فيها، وقد يحرمه الرزق بسبب الذنب يصيبه، وتوعد سبحانه بمحق بركة الربا فقال في محكم كتابه: يَمْحَقُ اللّهُ الْرِّبَا {البقرة:276}.
ولعل ما أصابكما من ابتلاءات هو بسبب شؤم المعصية التي وقعتما فيها، ألا وهي الاقتراض بالربا، فهو من الكبائر والموبقات العظيمة، قال تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ {البقرة: 278 ـ 279 }
وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: اجتنبوا السبع الموبقات. فذكر منهن : أكل الربا . وقد: لعن النبي صلى الله عليه وسلم آكل الربا وموكله وشاهديه وكاتبه وقال : هم سواء . رواه مسلم .
وعلى كل حال، فسواء كان ما أصابكما بسبب معصية الربا أو لغير ذلك من الأسباب فالمطلوب منكما أن تبادرا إلى التوبة النصوح بالندم على ذلك الفعل، والعزيمة ألا تعودا إليه، وأكثرا من الاستغفار والتقرب إلى الله تعالى بأنواع القربات، فالحسنات يذهبن السيئات.
وأما بيع السيارة أو الذهب لتسديد القرض فلا يجب عليكما، لكن متى استطعتما المبادرة إلى تسديده فينبغي لكما ذلك، سيما إذا كان تعجيل السداد سيؤدي إلى إسقاط الفوائد الربوية أو تخفيفها كما ذكرت.
وأما هل أنت كنت مضطرة حين اقترضت بالربا، فالذي ظهر من السؤال أن لا ضرورة فيما ذكرت لكثرة البدائل عن الاقتراض بالربا؛ ولأن من يستطيع إيجاد مسكن يؤيه ولو بالكراء لا يعتبر مضطرا. وقد بينا حد الضرورة المبيحة لارتكاب المحظور، وكيفية التوبة من الربا في الفتاوى رقم: 96367، 48727،25158.
والله أعلم.