الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى أن يثبتك على الحق، وأن يتم عليك نعمته وهدايته وتوفيقه، وأن يجنبك مضلات الفتن، ما ظهر منها وما بطن، وأن يشرح صدر والديك ويهديهما الصراط المستقيم..
ثم اعلم أخانا الكريم أن الجنة حفت بالمكاره، وأن الابتلاء سنة الله الماضية في خلقه، ليميز الخبيث من الطيب، وأن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً كما بدأ، وأن المتمسك بالحق في زمن الغربة له منزلة عظيمة ودرجات رفيعة، وراجع في ذلك الفتاوى: 32230، 63743، 58011.
ومن معالم هذه الغربة: نظرة المقت للمتمسك بالسنة النبوية المباركة، الحافظ لحدود الله الذي لا يتعدى محارمه، فإن من المعلوم أن الشريعة قد أمرت بإعفاء اللحية، كما سبق بيانه في الفتاوى: 2711، 4682، 21149. ونهت عن مصافحة الأجنبيات، كما سبق بيانه في ذلك الفتاوى: 1025، 5658، 93537.
ومن المعلوم أيضاً أن طاعة الوالدين واجبة، ولكنها مقيدة بالمعروف، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. وراجع في ذلك الفتاوى: 23297، 69966، 71786، 76303.
ومع ذلك فإننا نشدد عليك في الوصية بهما، بأن تصبر عليهما، وتحسن عشرتهما، وتجتهد في برهما، وتكثر من الدعاء لهما، وتبذل لهما النصيحة برفق وحكمة وتوقير، فلعل الله يرى فيك صدقاً، فيشرح صدورهما ويحبب لهما الالتزام بأحكام الشريعة، والاقتداء بالهدي النبوي المبارك، ولمزيد الفائدة في ذلك نرجو الاطلاع على الفتاوى: 121991، 42717، 69967.
والله أعلم