الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالحمد لله الذي وفقك للتوبة، وأنعم عليك بالرجوع إليه قبل فوات الأوان، ونسأل الله أن يحفظكِ، وأن يحفظ عليكِ دينكِ ويحسن ختامكِ.
واعلمي أن إحساسك بالذنب كلما تذكرت ذنبك دليل على أن جذوة الإيمان في قلبك لم تذبل، فإن الندم توبةٌ، وكلما زاد إيمان العبد زاد ألمه على تفريطه في جنب الله تعالى، وانظري الفتوى رقم: 113411.
ولكن هذا الندم يجب أن لا يصحبه يأس أو قنوط من رحمة الله تعالى، فإن الله سبحانه لا يتعاظمه ذنب أن يغفره، وانظري الفتويين رقم: 2969، 1882.
هذا، وننصحك بأمور:
الأول: أن تجتنبي الخلوة مع الحاسوب والإنترنت؛ فإن النفس أمارة بالسوء.
الأمر الثاني: أن تدمني القراءة في كتاب الله، فإنه شفاء لما في الصدور وسبب للطمأنينة وهناءة العيش، قال تعالى: وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ {الإسراء:82}.
الأمر الثالث: أن تكثري من الاستغفار، وذكر الله في اليوم والليلة، وخاصة الأذكار الموظفة التي تقال في الصباح والمساء، وبعد الصلوات، وعند النوم، وتجدينها وغيرها من الأذكار في "حصن المسلم".
الأمر الرابع: أن تسألي الله الهداية والاستقامة، وأن يكفيك شر الشيطان وشر نفسك، والتمسي أوقات الإجابة مثل ثلث الليل الآخر، وأثناء السجود، وآخر ساعة بعد العصر يوم الجمعة، وعند الفطر عندما تصومين.
الأمر الخامس: أن تتخذي رفقة من الأخوات الصالحات فإنهن خير معين بعد الله تعالى على الاستقامة على دين الله، ففتشي عنهن، وانخرطي في سلكهن واعبدي الله معهن، فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد، وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية.
الأمر السادس: أكثري من استماع الأشرطة الإسلامية، فإن فيها علمًا غزيرًا، وتهذيبًا للأخلاق، وتذكيرًا بسير الصالحين.
والله أعلم.