الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فيمكن أن نجمل لك ما تسألين عنه في الخطوات التالية:
أولا: أن تعلم الفتاة عظم خطر هذه العلاقات على الدين والدنيا، أما الدين فلأن هذه العلاقات تفسد القلب وبفساد القلب تفسد الجوارح جميعا، وأما الدنيا فلأن ثمرة هذه العلاقات ضياع الأوقات وكشف العورات ثم الفضيحة والعار.
ثانيا: الاستعانة بالله سبحانه واللجوء إليه والدعاء بتذلل وإشفاق خصوصا في الأوقات التي هي مظنة إجابة الدعاء، فقد قال الله سبحانه: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ {غافر:60}.
ثالثا: سد الذرائع وقطع الأسباب الموصلة لهذه العلاقة، ويتمثل ذلك فيما يلي:
1- تغيير رقم الهاتف وعنوان البريد الالكتروني، وحبذا لو تم تغيير مكان السكن مؤقتا، أو سفر الفتاة للإقامة المؤقتة عند بعض محارمها.
2- التخلص من الصور والرسائل وكل ما يذكر بهذه العلاقة ويهيجها.
3- شغل الوقت بما يفيد في أمور الدنيا والدين، فإن غالب هذه العلاقات إنما تنشأ بسبب الفراغ والانصراف عن الأمور النافعة، فالنفس إن لم تشغلها بالحق شغلتك هي بالباطل، ولهذا قال بعض السلف: العشق حركة قلب فارغ.
4- التوبة إلى الله من المعاصي والآثام الأخرى, ذلك أن الذنوب والآثام آفات متلازمة، بعضها آخذ برقاب بعض. قال سبحانه: فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ {الصف: 5}، وقال: فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ {المائدة: 49}.
قال بعض السلف: إن من ثواب الحسنة الحسنة بعدها، ومن عقوبة السيئة سيئة بعدها.
5- فعل الواجبات الشرعية، والقيام بالأوامر الإلهية، فإن ترك بعض الواجبات، من أسباب الابتلاء بالمعاصي وتسلط الشياطين، قال سبحانه: وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ {الزخرف:36} وقال سبحانه: فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ {المائدة:14}.
قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى:... إن ترك الواجب سبب لفعل المحرم، قال تعالى: وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ العَدَاوَةَ وَالبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ، فهذا نص في أنهم تركوا بعض ما أمروا به فكان تركه سببا لوقوع العداوة والبغضاء المحرمين، وكان هذا دليلا على أن ترك الواجب يكون سببا لفعل المحرم كالعداوة والبغضاء. انتهى.
6- ترك الصحبة السيئة المعينة على المعاصي والاستعاضة عنها بصحبة طيبة تعين المرء على طاعة الله إذا استقام، وتذكره بالله إذا نسي وغفل.
وللفائدة تراجع الفتويين: 105449، 58152.
والله أعلم.