الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن غض البصر عن المحرمات واجب شرعي، فيتعين على العبد أن يجاهد نفسه في تحصيله والالتزام به، وأن يبتعد عن ارتياد الأماكن التي توجد بها المناظر المحرمة.
وعليه أن يواصل المسيرة حتى ينجح في مهمته، وإذا حصل انتكاس يوما ما فليتب بصدق وليجدد العزم على مواصلة مسيرته، فإن الله يغفر له كلما تاب كما في الحديث المتفق عليه: أذنب عبد ذنبا فقال أي رب أذنبت ذنبا فاغفرلي فقال: علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به قد غفرت لعبدي، ثم أذنب ذنبا آخر فقال أي رب أذنبت ذنبا آخر فاغفره لي فقال ربه علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به قد غفرت لعبدي فليفعل ما شاء. أي ما دام يذنب ثم يستغفر. كذا قال النووي.
وأما ما عمله العبد من الفرائض والأعمال الصالحة مخلصا فيه لله تعالى فنرجو الله أن يتقبله منه وألا يحبط بسبب غلبة النفس على الوقوع في المعاصي، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم. أنه قال: لأعلمن أقواما من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بياض فيجعلها الله هباء منثورا قال ثوبان: صفهم لنا جلهم لنا أن لا نكون منهم ونحن لا نعلم. قال: أما إنهم أخوانكم ومن جلدتكم ويأخذون من الليل كما تأخذون ولكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها.
رواه ابن ماجه وصححه الألباني: وهذا الحديث حمله الهيثمي في الكبائر على من يظهر زي الصالحين في الملأ وينتهك المحارم في الخلوة.
ولمزيد من الفائدة يرجى مراجعة الفتاوى ذات الأرقام التالية: 57184، 49259، 93857.