الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالعلوم الدنيوية التي يحتاجها الناس لمصالحهم ومعايشهم يعتبر تعلمها عبادة إذا قصد بها صاحبها نصرة الإسلام ونفع المسلمين، وهي أيضا من فروض الكفايات التي يجب أن يتخصص فيها بعض المسلمين، لأنها إذا تركت بالكلية ستضيق على الناس معايشهم، ويتعطل القيام ببعض الطاعات، كما سيحتاج المسلمون ساعتها للكفار. وقد سبق بيان ذلك في الفتاوى ذات الأرقام التالية:65459، 72130، 49739.
فإذا تعلمها المرء وعمل بها، متقنا لها ومحسنا فيها، ناويا التقرب إلى الله بكفاية المسلمين وإعانتهم في هذا الباب، والقيام بشيء مما عليهم من فروض الكفايات، فهو مثاب في ذلك على قدر نيته، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّةِ ، وَإِنَّمَا لِامْرِئٍ مَا نَوَى. متفق عليه. فالنية تجعل الأمور المباحة طاعة وقربة، وقد سبق بيان ذلك في الفتويين: 40763، 39937.
وننبه السائلة الكريمة على أن عمل المرأة الذي يتلائم مع فطرتها ودورها في بناء المجتمع ومؤهلاتها الخلقية والجسدية، لا حرج فيه إذا خلا من المحاذير وتوفرت فيه الضوابط الشرعية، وقد سبق بيان ذلك في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 522، 3859، 9653، 5181.
والله أعلم.