الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فانه إذا عرف السائل حقيقة الودائع في البنوك الربوية تبين له حقيقة الفوائد البنكية، فالوديعة في البنك الربوي عبارة عن قرض مضمون يرد ومعه زيادة معلومة متفق عليها عند عقد الإيداع، ولا خلاف بين أهل العلم في أن أي زيادة مشترطة في عقد القرض تعد ربا محضا.
جاء في المغني: قال ابن المنذر: أجمعوا على أن المسلف إذا شرط على المستلف زيادة أو هدية فأسلف على ذلك أن أخذ الزيادة على ذلك ربا.
والوديعة في البنك الربوي حقيقتها القانونية والواقعية أنها قرض وليست استثمارا مباحا كما قد يظن أو يزعم البعض، وراجع في الفرق بين القرض والاستثمار الفتوى رقم: 5160، والفتوى رقم: 35018، والفتوى رقم: 39555.
أما قول السائل إن البنوك بدون فوائد مآلها إلى الإفلاس فقول غير صحيح بالمرة، وأقرب دليل على ذلك البنوك الاسلاميه التي لا تتعامل بالفائدة، فهي قائمة واستثماراتها بالمليارات، ولها أنشطه متعددة من مرابحة ومضاربة واستصناع ونحو ذلك من المعاملات المباحة.
وليعلم السائل أن الله تعالى لم يكن ليحرم شيئا على عباده تستحيل الحياة بدونه.
والله أعلم.