الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

استولى على شقة ثم أجرها وباعها

السؤال

بالعمارة التي نسكن بها شقة غير معلوم مالكها ولم يأت أحد للسؤال عنها منذ بناء العمارة حوالي خمسة عشر عاماً , ولا يوجد اسم مسجل لمالكها في الكشوفات حتى والعمارة اتحاد ملاك.
أخي الكبير اتفق مع البواب وتمت لعبة على الجميع سواء اتحاد الملاك أو علينا نحن عائلته , و ارتكب عملية نصب مفادها تزوير عقود بيع أو إيجار من شخص وهمي هو صاحب الشقة ومن ثم قال أخي أنه أجر هذه الشقة من هذا الشخص الوهمي لمدة خمسة أعوام ,, ثم بدأ في ترتيب الشقة وصرف عليها مبالغ للتهيئة لأنها كانت على الطوب الأحمر وظل يؤجرها بعد ذلك لمدة ثلاثة أعوم أو أكثر بقليل ...
وفي خلال تلك المدة ظهرت مشاكل لديه مع زوجته التي كانت تشجعه على ذلك الفعل , وطلقها ثم عاد لها وهو الآن على وشك تطليقها من جديد وهكذا..
ثم فجأة باع الشقة لآخر يسكن في العمارة وأخذ منه مبلغا من المال ضخما مقابل الشقة حوالي 95 ألف جنيه , وطالبه البواب بحقه في ذلك المال ...
ملحوظة / المشكلة أن الأمر مرتبط بفضيحة إذا ما عرفت تلك المصيبة ,,
السؤال ...
1- ما هو الحل ؟
2- أشعر بان أخي ليس لديه استعداد للتوبة أو إرجاع الحقوق لأهلها لأنه ليس لها مالك .. ولكن أعتقد بان الشقة من حق جميع من يسكن بالعمارة ؟ هل هذا صحيح ؟
4- فكرت في حل , وهو أن يحسب جميع ما كسبه من هذه الشقة ثم يطرحه من ما صرفه عليها ,, ثم يأخذ ما له , والباقي هو من حق العمارة ؟ هل هذا صحيح
أهم سؤال ... هو ما إذا لم يوافق أخي على رد الملبغ أو قال سأرد جزءا منه في تصليح شيء ما بالعمارة , لا سيما أن المصاعد معطلة ومحتاجة حوالي 60 ألف جنيه للتصليح , وأشك أنه سيدفع كل ذلك ... في ذلك الأمر ... ما الذي علي أنا فعله وهل سأحاسب على ما فعله إذا ما تركته وشانه ؟ وكيف أعامله ؟؟ منذ أن عرفت بالأمر من طرف ثالث وأنا في شدة الضيق .. أرجو الإفادة وجزاكم الله كل الخير ....

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلاريب أن أخاك قد ارتكب معصية كبيرة باعتدائه على هذه الشقة ، إذ إنها إما مملوكة لشخص آخر فلا يسقط حقه فيها بتركها هذه المدة أو ترك ورثته لها –إن كان قد مات- وينبغي لملاك العمارة في هذ الحالة أن يحاولوا الوصول إليه أو إلى ورثته .

وإما أنها غير ممملوكة لشخص معين، وإنما هي ملك شائع بين ملاك العمارة، وفي هذه الحالة لكل واحد منهم حق فيها ، والواجب على اتحاد الملاك أن يفصل في ذلك ويبين لمن ترجع ملكية هذه الشقة .

وبالنسبة لك فعليك أن تنصح أخاك وتبين له خطورة ما فعل، وأنه من أكل أموال الناس بالباطل، فإن ذلك من النصيحة الواجبة وقد قال صلى الله عليه وسلم "الدين النصيحة" رواه مسلم .

والمشروع في حالته أن يأخذ ما دفع في إكمال بناء هذه الشقة وتهيئتها للسكنى مما قبضه من أجرتها –إن كان يتسع لذلك- ويرد ما بقي إلى مستحقها ، وإلا فله أن يأخذ ما دفع من مستحقها .

كما عليه أن يسترجع هذه الشقة ممن باعها له ويعطيه ما دفع ثمنا لها إلا أن يقر مستحق الشقة ما فعله من البيع ويكون ثمنها له.

فإن استجاب أخوك لذلك فالحمد لله ، وإلا فارفع الأمر إلى المسؤول عن اتحاد الملاك ليتخذ ما يراه مناسبا لإرجاع الحق لصاحبه ، ولا يلزمك أكثر من هذا .

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني