الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خطر الاسترسال مع الوساوس

السؤال

أنا شاب كنت غير ملتزم، لا أعبأ بالنجاسة إذا أصابت ثيابي أو بدني، لاهيا عابثا، وبعد أن منّ الله علي بدأت أصلي وأقرأ القرآن، بعد فترة عملت في مكان فاستحييت أن أصلي فيه، فبدأت من ذاك اليوم مأساتي بسبب ذنوبي، زين لي الشيطان أن ملابسي التي ألبسها ما كنت أتنزه عن نجاسة تصيبها في السابق فهي الآن نجسة لأني لم أطهرها، وكذلك الفراش الذي أنام عليه نجس، وملابس إخوتي تغسل مع ملابسي، إذن ملابسهم نجسة، فبدأت أغسل ملابسي وقسمت ملابسي إلى ملابس بيت وملابس خروج ولا أستطيع أن المس شيئا في البيت إلا وأنا أرى نجاسته لأني لمسته قبل عندما لم أكن أتنزه عن النجاسة، وبعد أن بدأت وساوسي لأنني أيضا بدأت لا أتنزه من النجاسة لأن لي ثوبين إحداها للبيت والآخر للخروج، وصل بي الحال الآن أنني أضيع صلوات وآخرها اليوم الفجر فقد استيقظت ولم يكن هناك ماء في الخزان العلوي للطابق الثاني في البيت فاستحييت أن أغتسل في الأسفل مع أنه لا يوجد غريب بيننا أبدا أبدا في البيت، إخوتي وأمي فقط أغتسل لأنني أضحيت لا أصلي إلا خارج البيت وأغتسل لكل صلاة وحدث أن جاء أحد الإخوة مرة معي إلى البيت وتكلم من جهازي المحمول وهو حاله بالنسبة لي كحال كل أغراض البيت: نجس فأصبحت لا استطيع أن أذهب مثل السابق إلى المسجد لان الأخ موجود هناك، لأنه بالنسبة ما ما دام تحدث من جهازي ويداه مبلولتان ثم لمس جهازه وثيابه فقد ........ والله ما يحدث لي ما يحدث إلا بسبب ذنوبي، والله بسبب ذنوبي، فقد أنعم الله علي كثيرا جدا جدا وأعطاني الكريم عز وجل الكثير والله لا أشكو الله، بل أشكو نفسي وذنوبي التي أوصلتني إلى هذا الأمر، لا أستطيع أن أقرأ القران في البيت لأن إخوتي وأمي يقرؤون به, إذن فقد ......
ماذا أفعل بارك الله فيكم، وأعتذر عن إزعاجكم....

الإجابــة

خلاصة الفتوى:

يجب الإعراض عن جميع الوساوس والالتجاء إلى الله تعالى والاستعاذة به من شرها، وكذلك تجب التوبة إلى الله تعالى من ترك الصلاة والتفريط فيها والإتيان بها على غير طهارة، إضافة إلى قضاء ما فات منها .

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فيبدو أنك قد وصل بك الحال من الوسوسة إلى درجة عالية، وسبب ذلك طاعة الشيطان والاسترسال مع وساوسه، والذي ننصحك به هو أن تتوب إلى الله تعالى مما مضى من التفريط في الصلاة وشروطها، ثم تعرض عن جميع هذه الوساوس مثل اعتبارك أن الفراش الذي تنام عليه نجس بمجرد نومك عليه، وأن ملابس إخوتك بغسلها مع ملا بسك نجسة، وأن كل ما قد لمسته من متاع البيت يتنجس، وكذلك اعتبار نجاسة جهاز التلفون الذي بحوزتك ونجاسة من لمسه أيضا، وتجنبك المسجد لوجود من لمس الجهاز، وتجنبك قراءة القرآن بسبب قراءة إخوتك وأمك فيه... كل ذلك تنطع في الدين، واتباع للشيطان، فالأصل أن هذه الأشياء طاهرة وهي باقية على ذلك ما لم تتلبس بنجاسة محققة، وليس عن طريق الوسوسة، كما أنك لست مطالبا باتخاذ ثياب للبيت وثياب للخروج ونحو ذلك، فيجب عليك أن تعرض عن كل ما يخطر ببالك من كافة الوساوس فإنه لا علاج لها إلا ذلك، مع الالتجاء إلى الله تعالى والاستعاذة به منها.

كما يجب عليك أن تقوم بقضاء الصلوات التي فرطت فيها من قبل أو صليتها على غير طهارة، ومن ذلك صلاتك على غير طهارة استحياء.

ولبيان كيفية قضاء الفوائت يرجى الاطلاع على الفتوى رقم: 31107، وللفائدة يرجى الاطلاع على الفتاوى ذات الأرقام التالية: 36542، 46280، 64064.

والله أعلم

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني