السؤال
في مرحلة من العمر كنت أتلصص ليلا على زوجة عمي النائمة وهي لا تعرف أني أنظر إليها وهي نائمة عارية من شدة الحر وأنا لا أعرف لماذا كنت أقوم ليلا لدرجة أني كنت أسرق ملابسها بعد أن أشم رائحة العطور الخاصة بها وهي لا تعرف أني أفعل هذا الفعل وهي أم لخمسة أطفال، وأنا الآن نادم على هذه الأفعال هل أعترف لها كي تسامحني أم ماذا أفعل، فأرجوكم أفيدوني حيث إنها طيبة جداً وهي تعاملني مثل أولادها وأنا الآن في 30 من عمري وأنا نادم جداً جداً؟ وبارك الله فيكم.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن نظر العورات محرم شرعاً، وهو من ناحية أقارب الزوج أخطر، فعليك بالتوبة الصادقة مما سبق بأن تندم على ما فعلت وتعزم على عدم العود إليه، وليس عليك أن تعترف بما حصل ولا سيما إن لم تكن عالمة بالأمر، لأن التصريح بما حصل ربما يسبب أشياء أخرى، ولذا نرى أنه يكفيك أن تستسمحها وتستسمح زوجها استسماحا عاما كأن تقول: سامحوني إن كنت قد أسأت في حقكما ونحو ذلك من العبارات، ولا تصرح لهما بما حصل.
واعلم أن الشرع حرج في نظر العورات والدخول على النساء الأجنبيات، وأكد الأمر في حق أقارب الزوج، فقد قال الله تعالى: قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ {النور:30}، وفي حديث الصحيحين: إياكم والدخول على النساء، قالوا: يا رسول الله أفرأيت الحمو؟ قال: الحمو الموت. قال النووي: وأما الحمو الموت فمعناه أن الخوف منه أكثر من غيره، والشر يتوقع منه والفتنة أكثر لتمكنه من الوصول إلى المرأة والخلوة من غير أن ينكر عليه؛ بخلاف الأجنبي. وإنما المراد الأخ وابن الأخ والعم وابنه ونحوهم ممن ليس بمحرم، وعادة الناس المساهلة فيه، ويخلو بامرأة أجنبية فهذا هوالموت، وهو أولى بالمنع من الأجنبي لما ذكرناه. انتهى.
واعلم أن تعمد شم الروائح الطيبة من الأجنبيات أو ملابسهن محرم أيضاً، ولذا منع الشارع النساء من الخروج إلى المسجد متعطرات، وراجع في ذلك الفتاوى ذات الأرقام التالية: 72343، 65693، 72962، 66235، 45636.
والله أعلم.