السؤال
شيوخنا الأفاضل:لقد نذرت بأن أصوم خمسة أيام وأن اذبح خروفين إذا تحقق لي أمر والآن بفضل الله تحقق الأمر الحمد لله حمداً كثيرا طيبا مباركا وصمت الخمسة أيام الحمد لله ولكن بعد ثلاثة أو أربعة أسابيع من تحقق هذا الأمر، فهل فى ذلك شيء، أما بخصوص الخروفين فلم أنو أن أذبحهما بنفسي وإنما نويت أن أذبحهما فى سبيل الله، فهل يمكن أن أرسل ثمن الخروفين لأخي فى بلدي الأصلي (علما بأنني أقيم فى بلاد الغرب) وهو يقوم بالذبح عني وكيف يتم توزيعهما وهل يمكن لأهلى أن يأكلوا منهما، أم أقوم بدفع ثمن الخروفين للإغاثة الإسلامية فى البلد الذي أقيم فيه وهي تتولى الأمر، وهل يمكن أن أتصدق بثمن الخروفين لأهلي، علما بأن والدي متوفى رحمة الله عليه وقال لي أخي بأنهم منذ خمسة أشهر لم يدفعوا إيجار البيت الذي يسكنون فيه، علما بأنني أمتلك مبلغا من المال يمكنني من القيام بالأمرين معا، اعذروني على كثرة الأسئلة أريد أن أعرف أفضل وسيلة حتى يتقبل الله مني وجزاكم الله كل خير.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الأصل في النذر المعلق الكراهة على الراجح؛ لحديث الصحيحين: عن عبد الله بن عمر: نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن النذر وقال: إنه لا يرد شيئاً، ولكنه يستخرج به من البخيل.
. ولكنه لو نذر العبد نذراً معلقاً وجب عليه الوفاء به عندما يحصل المعلق عليه، وأن يكون الوفاء حسب الصفة التي وقع النذر عليها إن أمكن فعله على تلك الصفة، وبناء عليه فيتعين ذبح الخروفين، ولا يسوغ العدول عنه ما دام ممكنا.
وأما مصرف لحم الخروفين الذين نويت ذبحهما في سبيل الله فهو المحتاج من فقراء المسلمين، ولا يتقيد ببلد لأنك لم تقيده، فلو أرسلت لأخيك ليذبحهما نيابة عنك في بلدك الأصلي ويوزعها على أقاربك لكان في ذلك أداء الواجب إن شاء الله تعالى، وكذا لو أعطيت جهة إسلامية موثوقاً بها.
وإذا استفاد إخونك من لحم الخروفين بأن أكلو منه أو باعوا ما وصل إليهم فإن ذلك لا يغني عما هو مطلوب منك من مساعدتهم في إيجار البيت.
ثم إننا ننبه إلى أن نفقة الأهل قد تجب وتشمل توفير المسكن والملبس والطعام خصوصاً إذا كانوا محتاجين عاجزين عن توفير هذه المسائل، ويتأكد الأمر إذا كان ضمن الأسرة الأبوان أو أحدهما، وراجع في ذلك الفتاوى ذات الأرقام التالية: 76298، 39717، 26432، 14451، 3630، 58400، 55181، 35568، 27782.
والله أعلم.